رؤساء أحزاب: ترشح «سليمان» ردة للثورة.. والخطوة مليئة بالألغاز

شن رؤساء الأحزاب السياسية هجوماً حاداً على إعلان اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، نيته خوض الانتخابات الرئاسية، معتبرين الخطوة «ردة للثورة المصرية»، وتأكيداً على أن النظام القديم لا يزال يتمتع بنفوذ قوى في مؤسسات الدولة.
أعرب الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب «التجمع» عن اندهاشه من إقدام «سليمان» على الترشح، وأكد أن ترشحه «سيغير خريطة الانتخابات الرئاسية، وسيدفع الإخوان المسلمين للتقليل من استعلائهم، قد يصل إلى موقفهم من تشكيل اللجنة التأسيسية».
وأوضح أنه من المرجح أن تشهد الانتخابات الرئاسية جولة إعادة ستعيد تقسيم الأصوات بشكل قد لا يتوقعه الإخوان المسلمين، وقال: «إن المظاهرات الكبيرة التي خرجت الجمعة والرافضة لاستحواذ الإخوان على الجمعية التأسيسية، بسبب ما رأوه من تبديل لمواقفها، واستعلائها سيظهر في الجولة الثانية، خاصة أنه بدأت تظهر أصوات تبحث عن رجل قوى يحمى مصر من الإخوان ومن الفوضي».
من ناحيته، وصف الدكتور محمد أبو الغار، رئيس حزب «المصري الديمقراطي الاجتماعي»، ترشح «سليمان» بأنه ظاهرة «غريبة» وغير مفهومة، لأن «الشعب لم يعرف عن عمر سليمان أي شيء غير أنه رئيس لجهاز المخابرات، وظهوره أثناء الثورة، لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية، الأمر الذي أصاب الشعب بإحباط شديد».
رأى «أبو الغار» أن ترشح «سليمان» يعكس مدى ارتباك المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقدرتهم السياسية المحدودة، ف«العسكري»، على حد قوله، أصبح تحت ضغط عصبي بسبب اقتراب انتهاء الفترة الانتقالية، فأصبحوا غير قادرين على التفكير، فدفعوا به رغم أنه لن يستطيع المنافسة بعد أن اختفي الحزب الوطني من الوجود في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وقال عبد الغفار شكر، رئيس حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»: «إن ترشيح عمر سليمان للرئاسة أصبح مليئاً بالألغاز، فإعلان «سليمان» الترشح بعد يومين من نفيه الترشح ببيان رسمي «يعكس تردد وعبثية لا تليق برجل تولي منصب مدير المخابرات لسنوات طويلة».
ولم يختلف رأي صلاح عدلي، رئيس الحزب الشيوعي المصري، عن آراء سابقيه، إذ وصف ترشح «سليمان» بالمناورة، بعد انسحابه قبل أيام، لافتاً إلى أن «سليمان» من «أعمدة النظام السابق التي أسقطتها الثورة بسبب فشله وفساده».
وقال: «إن المجلس العسكري يريد أن يقول للشعب إنها ليست ثورة، فمن المفروض أن يتواري كل من كان له علاقة بالنظام السابق، بعد أن خرج الشعب لإسقاطهم»
وأوضح «عدلي» أن إعلان ترشيح «سليمان» يؤكد أن رموز النظام السابق مدعومون بنفوذ قوي ومصالح في أجهزة الدولة، «التي لم يتم تطهيرها»، وسيتم تبريرها بالرفض العام لترشيح خيرت الشاطر عن الإخوان المسلمين.