مسؤول: صرف «الحولات الصفراء» بالجنيه للاستفادة من الدولار في استيراد السولار

كشف مصدر حكومى رفيع المستوى عن أن البنك المركزى لم يتدخل من أجل صرف الحوالات الصفراء بالجنيه بدلاً من الدولار، لافتا إلى أن وزارة المالية هى التى قررت تحويل المبالغ المحولة من الحكومة العراقية بالدولار إلى الجنيه بأسعار الصرف الحالية للاستفادة من مبلغ ال408 ملايين دولار فى فاتورة الاستيراد الشهرية للسولار والبوتاجاز، التى تقدر بنحو 400 مليون دولار.
وقال المصدر - رفض ذكر اسمه - إنه من المقرر أن تحصل البنوك المشاركة فى صرف الحوالات على عمولة 1% من قيمة الحوالة، لأنها ستمد ساعات العمل بعد الساعات الرسمية، ستكافئ موظفيها الذين استمروا فى العمل حتى السادسة والنصف مساء.
و استمرت البنوك الإثنين، فى صرف الحوالات الصفراء للعمالة المصرية التى عادت من العراق فى الفترة ما بين مايو 89 ويونيو 1990، واستمر الزحام على فروع البنوك المشاركة فى الصرف وهى الأهلى ومصر والعربى الأفريقى والإسكندرية.
من جانبه، انتقد عبدالرحمن خير، عضو اتحاد العمال السابق، إهدار الحكومة المصرية حقوق العمالة العائدة من العراق بالتخلى عن فوائد أموالهم التى استمرت لدى الحكومة العراقية لنحو 25 عاما، بدعوى أن سعر الدولار زاد محليا أمام الجنيه إلى 6 جنيهات حاليا.
وقال «خير» إن الحكومة أهدرت حقوق العمالة بسبب عدم توقيعها على الاتفاقية الدولية لنقل أجور العمال التابعة لمنظمة العمل الدولية، مضيفا أن وزراء القوى العاملة المتعاقبين تعاملوا مع العمالة ك«قطيع» ولم يستعينوا بخبراء دوليين للحصول على حقوق العمالة بالعراق، وكان الهم الأكبر للحكومة المصرية عودة العلاقات مع بغداد.
وحول شكوى بعض المواطنين من عدم وجود أسمائهم فى قوائم الصرف لدى البنوك، أكد خير أن هناك العديد من المشكلات فى هذا الشأن، مرجعا ذلك إلى أن قاعدة المعلومات العراقية تم تدميرها بعد الاجتياح الأمريكى للعراق، بالإضافة إلى أن كثيرا من العائدين باعوا هذه الحوالات بعد عودتهم لأشخاص آخرين، وهو ما أكد عليه محمد إيهاب، مدير العمليات المصرفية بالبنك الأهلى، لافتا إلى أن أحد المواطنين اشتكى من تشدد البنك فى الصرف بجواز السفر أو أصل الحوالة، حيث قام هذا المواطن بدفع 80 ألف جنيه مقابل شراء حوالات من مواطنين عائدين من العراق خلال التسعينيات.
وقال «إيهاب» إن البنك الأهلى قام بصرف نحو 4505 حوالات فى اليوم الأول بقيمة نحو 17.800 مليون جنيه.
وحول شكاوى المواطنين من عدم إدراج أسمائهم قال «إيهاب»: «بمكن لهؤلاء المواطنين البحث عن أسمائهم فى البنوك الأخرى وإذا لم يجدوها فعليهم الذهاب إلى مكتب تمثيل مصرف الرافدين العراقى بمنطقة الدقى.
ولفت «إيهاب» إلى أن حصة «الأهلى» من الحوالات تقدر بنحو 126268 حوالة أى ما يعادل 72.5 مليون دولار.
وقال باسل رحمى، مدير التجزئة المصرفية ببنك الإسكندرية، إن المستندات المطلوبة للصرف هى: أصل بطاقة الرقم القومى للمستحق، وأصل الحوالات الصفراء، أو جواز السفر المثبت به التحويل، وفى حالة تجديده تصرف للمستحق بناء على الأموال التى تم تحويلها لصالحه، وفى حالة الوفاة يتم إثبات استحقاق هذه الأموال عن طريق إعلام الوراثة.
من جانبه، قال الدكتور عادل رحومة، رئيس لجنة العلاقات الخارجية باتحاد المستثمرين، إن البدء فى سداد قيمة التحويلات للمصريين يعكس قرب استئناف العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، مشيرا إلى أن فتح السوق العراقية مجددا فرصة جيدة لزيادة الاستثمارات المصرية فيها فضلا عن إمكانية توفير فرص عمل للعمالة المصرية مجددا.