على قدم وساق يواصل رهبان دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون تجهيز المكان المخصص لدفن جثمان قداسة البابا شنودة الثالث، بناء على وصيته، ليكون البابا هو الثاني، الذي يدفن في الدير بعد البابا رقم 82. واستعد الدير لاستقبال الجثمان، الثلاثاء، والذي سيصل على متن طائرة عسكرية ستهبط على بعد 4 كيلومترات من دير الأنبا بيشوي، فيما قررت إدارة الدير أن تغلق الزيارة أمام المواطنين الثلاثاء، على أن يتم فتحها نهاية الأسبوع، تجنبا لتكرار أحداث الكاتدرائية، والتي راح ضحيتها 3 حتى الآن. وقد دخلت «المصري اليوم» دير الأنبا بيشوي حتى وصلت إلى المكان المخصص لدفن البابا، والذي تقدر مساحته ب400 متر مربع تقريبًا، وهو مكان كان مخصصا لأثريات الدير ولزيارة المواطنين. وقال الراهب «إفرايم الأنبا بيشوي» إن الدير بدأ تجهيز المكان منذ فجر الأحد بعد أن فتح وصية البابا وكان مكتوبا فيها أنه يريد أن يدفن في دير الأنبا بيشوي، مشيرًا إلى أنه تم نقل جميع مقتنيات المكان الذي سيدفن فيه البابا إلى مكان آخر. وأكد أحد الرهبان المقربين من البابا أنه كتب الوصية قبيل وفاته بشهرين في حضور الأنبا باخوميوس، أسقف البحيرة والقائم مقام البابا حاليا لإدارة شؤون الكنيسة. وأشار إلى أن مراسم الدفن ستبدأ بحمل جثمان البابا لحظة وصوله إلى كنيسة الأنبا بيشوي الأثرية بالتراتيل الجنائزية، وبعدها سيتم نقله إلى المكان المخصص لجثمانه، والذي يقع على مسافة 40 مترًا من الكنيسة الأثرية. وكشف الراهب «إفرايم» عددا من الأسرار السياسية في حياة البابا، وفي مقدمتها الأزمة مع الرئيس السادات عندما حدد إقامته عام 1981 بدير وادي النطرون، مؤكدًا أن البابا كان يدير الكنيسة رغم قرار تحديد الإقامة وأن اللجنة الخماسية التي شكلها الرئيس الراحل لإدارة الكنيسة «كانت تأخذ قراراتها بعد الرجوع إلى سيدنا البابا»، حسب قوله. وأضاف أن مرض الانزلاق الغضروفي، الذي عانى منه البابا «كان نتيجة قيامه بحفر مغارته بنفسه، كما أن مرض الفشل الكلوي الذي أصابه كان بسبب المياه المالحة الموجودة في الدير».
