قال جورج إسحاق، العضو المؤسس بحركة «كفاية»، وأول منسق عام لها، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية والقوى الغربية تعمل لمصالحها فقط ولا تهمها قضايا الديمقراطيات والحريات، إنما يهمها فقط الاستقرار، الذي يخدم مصالحها. وردا على سؤال ل«المصري اليوم» خلال لقائه مع الجالية المصرية في النمسا، أكد إسحاق أن «الرهان على أمريكا والغرب رهان خاسر»، مشيرا إلى أن السفيرة الأمريكية الحالية، آن بارتسون، تريد أن تلعب نفس الدور الذي لعبته في باكستان قبل أن تأتي لمصر. واعتبر أن هبوط طائرة عسكرية فى مصر لتقل المتهمين فى قضية التمويل الأجنبي «يمثل جرحا كبيرا للوطن ولكل المصريين». وفي اللقاء، الذي نظمه الاتحاد العام للمصريين بفيينا، حذر إسحاق من تشويه حركة «6 أبريل» من خلال اعتبار أعضائها «عملاء»، وقال إن ذلك يهدف إلى «تشويه الثورة، وكأن الذي قادها الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل». كما تحدى إسحق أن يثبت أي شخص أو جهة تلقى حركة «كفاية» تمويلات خارجية. وطالب الناشط الحقوقي بضرورة وضع رؤية استراتيجية لتطوير التعليم، مقابلة للرؤية التي وضعتها التيارات السلفية. كما حذر جماعة الإخوان المسلمين من الوقوع فى خطأ النظام السابق، خاصة وأنها تعرضت للإقصاء طوال 80 عاما، وشدد على ضرورة إشراك جميع المصريين فى بناء دولة مدنية حديثة. وطالب إسحاق، في هذا السياق، بعدم انفراد حزب أو جماعة محددة بوضع الدستور، مشيرا إلى أن الأغلبية التي تتمتع بها التيارات الإسلامية في البرلمان لا تبيح لها الاستئثار بلجنة وضع الدستور لأن الأغلبية تعمل حسب الهوى، وقد تفتقد للحيادية. وعما وصفها ب «معركة الدستور»، أشاد الناشط بتجربة تونس، التي أنشأت هيئة تأسيسية لوضع الدستور على مدى سنة كاملة، وبموقف المجاس الانتقالى الليبي الذي رفض العمل بدون وضع الدستور. واعتبر أن وضع دستور بهذه الطريقة في مصر، أول دولة عرفت التشريع في المنطقة، هو «تهريج»، على حد قوله، لأن وضع الدستور يحتاج سنة على الأقل. وأضاف أن التعديلات الدستورية تمثل كارثة لأنها وضعت الشعب المصري في نفق مظلم، مشيرا إلى أن المادة ال 5 هي التي تقضي بالطعن فى شرعية مجلس الشعب على أساس النظام الذى يجمع بين القائمة والفردي. وحول الأعداد الكبيرة للمرشحين في انتخابات الرئاسة، اعتبر إسحاق أن الأمر طبيعي «لأن الحريات كانت مكبوتة على مدار عقود طويلة، وفجأة تغير هذا الوضع»، وأكد أن الجميع «فرح لأنه أصبح يمارسه حقوقه السياسية لأول مرة دون قيود». لكنه أكد، في الوقت نفسه، أن مصر تحتاج إلى رجل دولة يستطيع أن يعيد دور مصر ومكانتها الإقليمية والعالمية. واعتبر أن الخطأ الكبير يتمثل في أن الثوار لم يذهبوا في 12 فبراير العام الماضى للملجس العسكري، ليطالبوه بحماية الثورة فقط، على أن يديروا هم المرحلة الانتقالية. وفيما يتعلق بمجززة بورسعيد، قال الناشط الحقوقي إن أبناء بورسعيد الذين حاربوا 3 دول في عدوان 56 لا يمكن أن يقتلوا إخوانهم المصريين من أجل 3 نقاط. وطالب بضرورة وقف ما وصفها «مهزلة الفضائيات الرياضية»، التي تبث الفتنة بطريقة «سافلة»، على حد تعبيره. وأشار في هذا السياق إلى «خطأ الإعلام» في تكرار عبارة «شعب بورسعيد»، وكان أبناء هذه المحافظة شعب منفصل عن الشعب المصري.