واشنطن تدعم الاحتجاجات ضد «بوتين» بسبب منظومة الدفاع المضاد للصواريخ

أعدت الوكالة تقريراً موسعاً عن العلاقات «الأمريكية – الروسية»، شارك فيه عدد كبير من محللى المركز، قالت فيه إن «الولايات المتحدة علقت استخدام الصواريخ الباليستيه وسط الاختلافات (الأمريكية – الروسية)، ووسائل روسيا للتأثير على ذلك القرار هى قطع الطرق المزودة لعمليات الناتو فى أفغانستان، فيما تركزت الاختلافات حول مسألة الدفاع المضاد للصواريخ»، ورداً على ذلك، قد تدعم الولايات المتحدة المظاهرات الاحتجاجية فى روسيا، ورغم استعداد موسكو لزيادة حدة التوتر مع واشنطن، لكنها لا تريد قطع العلاقات بشكل كامل. وتابع التقرير: «يستمر التوتر بين روسيا والولايات المتحدة مع استعداد كلا البلدين للانتخابات الرئاسية قريباً، وبالفعل تبدأ روسيا فى تعزيز نفسها مجدداً نتيجة توجه الولايات المتحدة نحو الاهتمام بالعالم الإسلامى بعد 2001». ورأى التقرير أن روسيا تحاول إبعاد الغرب عن ساحة الاتحاد السوفيتى السابق، لاستعادة تفوقها من جديد بين دول الجوار، لكن لا تزال نقطة الاختلاف الرئيسية بين موسكو وواشنطن هى منظومة الدفاع المضاد للصواريخ، حيث تصر الولايات المتحدة على أن الهدف من نشر منظومة الدفاع المضاد للصواريخ فى شرق أوروبا مواجهة الخطر من الجانب الإيرانى. وذكر التقرير أن روسيا تقترح دمج منظومتها للدفاع المضاد للصواريخ بمنظومة «الناتو» مقابل ما سبق، وهذا ما ترفضه الولايات المتحدة وبذلك تزيد شكوك موسكو فى استخدام المنظومة المنشورة فى شرق أوروبا ضد روسيا أكثر من إيران. وفى الوقت الذى حصلت فيه روسيا على بطاقة فعالة جديدة لاستخدامها ضد الولايات المتحدة بعد أن قصفت مروحية أمريكية الحدود الأفغانية الباكستانية فى ديسمبر الماضى، أكد التقرير أن موافقة باكستان على تزويد قوات «الناتو» المتواجدة فى أفغانستان بالوقود، بأن واشنطن وحلفاءها أصبحوا تابعين لشبكة التوزيع الشمالية العابرة لأراضى روسيا والبلدان السوفييتية السابقة. وذكر التقرير أن واشنطن تتفهم أنه لا يمكن استخدام هذا الخط دون موافقة موسكو أولاً، وأن قطع شبكة التوزيع الشمالية تعنى مواجهة جنود الولايات المتحدة وحلفائها المتواجدين فى أفغانستان، الذين يبلغ عددهم 130 ألف جندى، وهو الأمر الذى يؤدى إلى انقطاع العلاقات «الروسية – الأمريكية» رسمياً. وهددت روسيا الولايات المتحدة بقطع شبكة التوزيع الشمالية لإرغامها على الابتعاد عن خططها للدفاع المضاد للصواريخ نهاية 2011، لكن التقرير أشار إلى أن الولايات المتحدة وجدت وسيلة تأثير جديدة على موسكو وهى تأييد المظاهرات الاحتجاجية فيها ضد ترشح «بوتين» لولاية جديدة، وبسبب انخفاض مستوى المعيشة. وأكد التقرير أنه «بعد الانتخابات سيكتسب بوتين وقتاً وفرصاً كافية لحل المسائل المواجهة لروسيا، ومن أهمها إيجاد حلول للاختلاف مع الولايات المتحدة»، خاصة مع اقتراب عقد قمة «روسيا – الناتو» فى شيكاغو فى شهر مايو المقبل، فى الوقت الذى أعلنت فيه روسيا أنها لن تشارك فى القمة فى حال عدم التوصل إلى اتفاق فى منظومة الدفاع المضاد للصواريخ بحلول مايو، وهو ما يعتبره الكثيرون «إشارة إلى انقطاع العلاقات الروسية - الناتوية ومستقبل شبكة التوزيع الشمالية». واعتقد بيتر زيهان، الخبير فى المركز، أن روسيا بذلت قصارى جهدها لتطوير الوضع الاقتصادى وإيجاد طرق متنوعة لاستغلال الأيدى العاملة من الفقراء، لكن الجزء الغائب من المسألة - حسب زيهان - هو أن روسيا لديها قدر عال من الاحتياجات، لكنها تمتلك قدراً منخفضاً من الموارد المتاحة.