«الطيران الأمريكية»: تقليص حركة المرور الجوي بما يزيد عن 44 ألف رحلة يوميًا

تعمل إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، على تقليص حركة المرور الجوي بما يزيد عن 44 ألف رحلة يوميًا عبر 40 مدينة، قبل موسم ذروة السفر، الذي يبدأ يوم الجمعة.
وبعد أسابيع من تأخير الرحلات الجوية في مطارات البلاد بسبب إغلاق الحكومة، أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية، أنها ستخفض الحركة الجوية بنسبة 10% عبر 40 سوقًا «عالية الحجم» للحفاظ على السلامة.
ومن المتوقع، أن يؤثر هذا التخفيض على آلاف الرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد لأن إدارة الطيران الفيدرالية تدير أكثر من 44 ألف رحلة يوميا، بما في ذلك رحلات الركاب التجارية وطائرات الشحن والطائرات الخاصة.
ويعمل مراقبو الحركة الجوية بدون أجر منذ بدء الإغلاق في الأول من أكتوبر. ومع استقالة بعضهم من العمل، أدى نقص الموظفين خلال بعض نوبات العمل إلى تأخير الرحلات الجوية في عدد من المطارات الأمريكية.
واستشهد بريان بيدفورد، مدير إدارة الطيران الفيدرالية، بالضغوط المتزايدة على الموظفين، وقال إن الوكالة لن تنتظر حدوث أزمة للتحرك. وقال: «لا يمكننا أن نتجاهل ذلك».
وقال «بيدفورد»، ووزير النقل، شون دافي، إنهما سيجتمعان مع مسؤولي شركات الطيران في وقت لاحق من يوم الأربعاء لتحديد كيفية تنفيذ خفض الرحلات الجوية بشكل آمن.
وحتى ذلك الحين، رفض كلاهما تسمية الأسواق المتضررة، ومن المقرر إصدار قائمة في وقت ما من يوم الخميس.
وجاء هذا الإعلان في الوقت الذي ضربت فيه الفوضى حركة السفر في مختلف أنحاء الولايات المتحدة مساء الأربعاء، حيث أدى نقص الموظفين نتيجة الإغلاق الحكومي المستمر إلى تأخيرات كبيرة في الرحلات الجوية .
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، إن 17 مطارا على الأقل، من سان فرانسيسكو إلى شيكاجو ومدينة نيويورك، قد تشهد تأخيرات تصل إلى سبع ساعات تستمر حتى وقت مبكر من يوم الخميس، ومن المتوقع أن يكون متوسط وقت الانتظار حوالي ساعتين و20 دقيقة.
ولإدارة حركة المرور الكثيفة مع عدد أقل من المراقبين الجويين، نفذت إدارة الطيران الفيدرالية برنامجًا رئيسيًا لتدفق المجال الجوي، وهو نظام يتحكم في الرحلات الجوية ويوزعها عندما تكون سعة الحركة الجوية محدودة.
وحذرت إدارة الطيران الفيدرالية من أن التأخيرات الحالية قد تستمر حتى الساعة 12:59 صباحا بالتوقيت الشرقي يوم الخميس على الأقل. وسلطت الوكالة الضوء أيضًا على أن محطة EWR تشهد بعضًا من أطول أوقات الانتظار.
وتواجه الرحلات المتجهة إلى مطار فينيكس سكاي هاربر الدولي أيضًا تأخيرات متوسطة تبلغ حوالي ثلاث ساعات و15 دقيقة بسبب أسباب غير محددة، ويرجح أن تكون مرتبطة بنقص الموظفين في مراقبة الحركة الجوية على مستوى البلاد.
ويصادف يوم الأربعاء اليوم السادس والثلاثين من الإغلاق، ما يجعله الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية إن نحو 13 ألف مراقب حركة جوية و50 ألف عميل في إدارة أمن النقل يعملون بدون أجر منذ أسابيع.
وقبل الإغلاق، كانت الوكالة تعاني بالفعل من نقص دائم في حوالي 3000 مراقب حركة جوية.
وحذر «دافي»، أيضا يوم الثلاثاء من أنه إذا استمر إغلاق الحكومة الفيدرالية لمدة أسبوع آخر، فقد يؤدي ذلك إلى «فوضى جماعية» وقد يجبره على إغلاق بعض المجال الجوي الوطني أمام حركة المرور الجوي، وهي خطوة جذرية يمكن أن تقلب الطيران الأمريكي رأسا على عقب .
وقال في مؤتمر صحفي: «إذا أحضرتمونا إلى أسبوع من اليوم، أيها الديمقراطيون، فسوف ترون فوضى جماعية، وسوف ترون تأخيرات جماعية في الرحلات الجوية«.
وأضاف: «ستشهدون إلغاءات جماعية، وقد نغلق أجزاءً معينة من المجال الجوي لأننا ببساطة لا نستطيع إدارته. سنقيّد المجال الجوي عندما نشعر أنه غير آمن».
مع تحول المواجهة في الكونجرس بشأن الإنفاق على الرعاية الصحية إلى أطول مواجهة في التاريخ، يواجه الجمهوريون بقيادة ترامب والمعارضة الديمقراطية ضغوطا متزايدة لإنهاء الأزمة التي شلت الخدمات العامة.
وحثت شركات الطيران مرارا وتكرارا على إنهاء الإغلاق، مشيرة إلى مخاطر تتعلق بسلامة الطيران.
وانخفضت أسهم شركات الطيران الكبرى، بما في ذلك يونايتد إيرلاينز وأميركان إيرلاينز، بنحو واحد في المائة في التداولات الممتدة.
وقدرت مجموعة صناعة الطيران أن أكثر من 3.2 مليون مسافر تأثروا بتأخير الرحلات الجوية أو إلغائها بسبب ارتفاع حالات غياب مراقبي الحركة الجوية منذ بدء الإغلاق في الأول من أكتوبر.
وأعربت شركات الطيران عن مخاوفها للمشرعين بشأن تأثير ذلك على العمليات.
ورغم أن الإغلاق لم يؤثر بشكل كبير على حركة الطيران، إلا أن شركات الطيران حذّرت من احتمال انخفاض الحجوزات إذا استمرّ. وقد تأخرت أكثر من 2100 رحلة جوية يوم الأربعاء.