في مشهد يعكس وحدة المقاصد السياحية المصرية وتكاملها، شهدت مدن الغردقة وسفاجا ومرسى علم استئناف رحلات التفويج السياحي إلى القاهرة لزيارة المتحف المصري الكبير والأهرامات، وذلك تزامنًا بعد اعادة فتخ الزيارات عقب حفل افتتاح المتحف رسميًا. فيما انطلقت منذ ساعات الفجر الأولى عشرات الحافلات السياحية عبر طريق الغردقة–الجلالة الجديد في رحلات اليوم الواحد التي تنظمها شركات السياحة لزيارة المتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات. وقال محمود عرفة، مدير الحجوزات بإحدى شركات السياحة الكبرى، إن الطلب على رحلات المتحف تضاعف منذ تغطية القنوات العالمية لحفل الافتتاح، مشيرًا إلى أن المتحف أصبح جزءًا ثابتًا من البرامج السياحية الشتوية لمدن البحر الأحمر. وأوضح أن السائحين الألمان والبولنديين والروس في مقدمة المهتمين بهذه الرحلات، التي تشمل الانتقال المريح، وجولات مصحوبة بمرشدين متخصصين في علم الآثار، بالإضافة إلى الغداء في أحد مطاعم القاهرة المطلة على الأهرامات. وأضاف عرفة أن السائح الأجنبي أصبح يرى في المتحف المصري الكبير تجربة لا تكتمل رحلته إلى مصر من دونها، إذ يجمع المتحف بين الحداثة والتاريخ في عرض مهيب يجسد روح الحضارة المصرية بطريقة تفاعلية غير مسبوقة. من جانبه، أوضح سيد الجابري، رئيس غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر، أن هذه النوعية من الرحلات تمثل نموذجًا للتكامل بين المقاصد السياحية المصرية، حيث تمنح السائح مزيجًا فريدًا من المتعة والترفيه والمعرفة. وأضاف أن الجمع بين الغوص والشواطئ وزيارة المتحف المصري الكبير في برنامج واحد يجعل من مصر وجهة لا مثيل لها في المنطقة. وأشار الجابري إلى أن افتتاح المتحف الكبير يمثل "جوهرة ثقافية" جديدة للمنتج السياحي المصري، إذ يفتح الباب أمام ترويج مشترك بين القاهرةوالبحر الأحمر ضمن رؤية متكاملة للتنمية السياحية المستدامة، تسعى إلى زيادة مدة إقامة السائح وتنويع أنشطته داخل مصر. فيما أكد محمود صابر، أحد المرشدين السياحيين المشاركين في الرحلات، أن المتحف المصري الكبير سيُحدث نقلة نوعية في خريطة السياحة المصرية، وسيربط السياحة الشاطئية بالسياحة الثقافية في إطار برنامج متكامل يُروّج لمصر كوجهة عالمية متعددة المقومات. وأضاف أن متابعة حفل الافتتاح من فنادق الغردقة خلقت حالة من الفخر بين العاملين في القطاع السياحي، الذين شعروا بأن هذا الحدث يخدم جميع المقاصد في وقت واحد. وتوقع صابر أن يسهم افتتاح المتحف في رفع نسب الإشغال الفندقي بمدن البحر الأحمر خلال الموسم الشتوي، مع تزايد الطلب من الأسواق الأوروبية المهتمة بالسياحة الثقافية، لتصبح الغردقة بالفعل نافذة البحر على التاريخ، وجسرًا يربط بين سحر الشواطئ وروعة الحضارة المصرية القديمة. ووفقًا لتقارير شركات السياحة والفنادق الكبرى، يبلغ متوسط عدد السائحين المشاركين في تلك الرحلات ما بين 2500 الي 3 آلاف سائح يوميًا من مختلف الجنسيات، أبرزهم الروس والبولنديون والالمان والتشيك، إلى جانب سائحين من إنجلترا وإيطاليا،والصين حيث تنطلق الرحلات عبر عشرات المركبات والأتوبيسات السياحية الحديثة المجهزة بأنظمة الراحة والأمان، مرورًا بالطريق الساحلي (الغردقة – الزعفرانة – الجلالة)، بالإضافة إلى 4 رحلات طيران يوميًا من مطار الغردقة الدولي إلى مطار القاهرة لنقل الوفود السياحية في رحلات مكثفة ومنظمة. وتبدأ برامج الرحلة منذ ساعات الفجر الأولى، إذ تنطلق الأتوبيسات من المنتجعات السياحية بالغردقة وسفاجا، مرورًا بطريق الزعفرانة–العين السخنة، وصولًا إلى الجيزة لزيارة الأهرامات وأبو الهول والمتحف المصري الكبير، وخان الخليلي وقلعة محمد علي قبل العودة في المساء إلى البحر الأحمر. وأكد سيد الجابري، رئيس غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر، أن رحلات اليوم الواحد إلى القاهرة تشهد انتعاشًا واضحًا هذا الموسم، موضحًا أن تلك البرامج أصبحت من الركائز الأساسية في الموسم الشتوي لما تحققه من تنوع في التجربة السياحية للسائحين، إلى جانب مساهمتها في دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط رحلات الطيران الداخلي بين الغردقةوالقاهرة ومن المتوقع زيادة الرحلات والمشاركين بعد الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير وأوضح الجابري أن شركات السياحة بالغردقة تتعاون مع منظمي الرحلات في الخارج لتوسيع نطاق هذه البرامج، مؤكدًا أن الغرفة تتابع تنفيذ الرحلات والتزام الشركات بالمعايير المنظمة لضمان سلامة السائحين وجودة الخدمات المقدمة لهم واضاف الجابري ان رحلات التفويج السياحي إلى القاهرة تتنوع بين زيارة الأهرامات وأبو الهول والمتحف المصري الكبير والمتحف المصري بالتحرير، مرورًا بمتحف الحضارة ومناطق وسط البلد التاريخية.وأضاف الجابري أن التفويج السياحي اليومي من الغردقة وسفاجا ومرسى علم والقصير إلى القاهرة يحقق انتعاشة غير مسبوقة، مع انطلاق نحو 200 إلى 300 حافلة يوميًا تقل آلاف السائحين، في مشهد يعكس تغيرًا نوعيًا في خريطة السياحة المصرية. وتشير تقديرات غرفة شركات السياحة إلى أن ما بين 2500 الي 3 آلاف سائح يشاركون في هذه الرحلات يوميًا، ما يضخ حركة شرائية واقتصادية جديدة في القاهرة ومحافظات الصعيد كما تُجرى مشاورات بين شركات السياحة والجهات الحكومية لتطوير منظومة التفويج من خلال زيادة نقاط الراحة على الطرق، وإدخال وسائل نقل أكثر رفاهية، وتوفير مرشدين ناطقين باللغات الشرقية واللاتينية، لضمان استدامة هذا التوجه كأحد أبرز أنماط السياحة الحديثة في مصر. وأكد ايهاب شكري رئيس مجلس ادارة احدي شركات السياحة الجالبة من السوق الاوربي أن هذه الرحلات للقاهرة أصبحت مطلبًا ثابتًا في البرامج الأوروبية، مضيفًا: "السائح الأوروبي لم يعد يكتفي بالشاطئ.. بل يبحث عن تجربة تجمع المتعة والثقافة، وهنا تتفوق مصر على الجميع وأشار شكري إلى أن رحلات التفويج اليومية باتت أحد أنجح الأدوات السياحية لربط سلاسل السياحة بين البحر الأحمروالقاهرة، موضحًا أن تنظيم العملية يتم وفق خطة أمنية ولوجستية دقيقة تبدأ من لحظة التجميع حتى العودة ليلًا.وأضاف أن هذا النوع من الربط بين السياحة الشاطئية والثقافية يُعد نموذجًا للتكامل المطلوب، ويحقق عوائد اقتصادية مزدوجة، فهو لا ينعش فقط حركة الفنادق والشركات، بل يساهم في دعم الحرف اليدوية والأسواق التراثية والمطاعم والبازارات في المناطق الأثرية وفي السياق ذاته، أكد اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر أن المحافظة تشجع بقوة برامج رحلات اليوم الواحد بين الغردقةوالقاهرة لما لها من أثر إيجابي في تنويع المنتج السياحي المصري والترويج للمناطق الأثرية والحضارية، مشيرًا إلى أن هذه الرحلات تمثل فرصة فريدة للسائحين للاستمتاع بتاريخ مصر العريق إلى جانب المقاصد الشاطئية المتميزة وان زيارة المتخف المصرب الكبير والاهرامات تتصدر الزيارة في هذة الرحلات وأضاف المحافظ أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين المحافظة وغرفة شركات السياحة والجهات الأمنية والمرورية لتسهيل حركة المركبات السياحية وضمان انطلاق الرحلات بأمان وانتظام للمناطق السياحية والاثرية بالقاهرة مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة الدولة لتعزيز التكامل بين المقاصد السياحية المختلفة وجعل مصر وجهة متكاملة تجمع الثقافة والترفيه والاستجمام وتابع حنفي ان رحلات اليوم الواحد من البحر الأحمر إلى القاهرة تعد واحدة من أبرز نماذج الدمج السياحي بين المقاصد الشاطئية والثقافية، وتؤكد قدرة المقصد المصري على تقديم تجربة سياحية متكاملة تجمع التاريخ المصري العريق بالشواطئ الخلابة والخدمات السياحية المتطورة و انه لم تعد مدن البحر الأحمر السياحية مجرد مقصد للراحة والاستجمام تحت أشعة الشمس وعلى رمال الشواطئ الذهبية بالقري السياحية بل تحولت إلى مراكز ديناميكية لإعادة تصدير الحركة السياحية من المنتجعات الساحلية إلى قلب الحضارة المصرية في القاهرة، ليصبح البحر الأحمر الذي طالما جذب الزوار للغوص في أعماق الشعاب المرجانية اليوم أيضًا بوابة لاكتشاف أعماق التاريخ المصري خاصة في زيارة المتخف المصري الكبير والاهرامات