حفظ الله أرض السلام المتأمل يجد فى أرض مصر، الوادى المقدس طوى، وفيها الجبل الذى كلم الله عليه موسى -عليه السلام- وفى أرض مصر يجرى نهر النيل المبارك، الذى ينبع أصله من الجنة. قال - عليه الصلاة والسلام: (النيل وسيحان وجيحان والفرات من أنهار الجنة). وفى أرض مصر الربوة، التى أوى إليها عيسى -عليه السلام- وأمه. قال -جل وعلا- فى الآية 50 من سورة المؤمنون: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}. وعلى أرض مصر ضرب موسى -عليه السلام- بعصاه، فانفجر الحجر له ماءً وانشق البحر فكان كل فرق كالطود العظيم. وقال عنها عمرو بن العاص -رضى الله عنه: (ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة). وقال سعيد بن هلال: (إن مصر أم البلاد وغوث العباد. إن مصر مصورة فى كتب الأوائل وقد مدت إليها سائر المدن يدها تستطعمها، وذلك لأن خيراتها كانت تفيض على تلك البلدان). وقال الجاحظ: (إن أهل مصر يستغنون بما فيها من خيرات عن كل بلد، حتى لو ضرب بينها وبين بلاد الدنيا بسور ما ضرهم). وفى مصر رباط الإسكندرية، الذى رابط فيه العلماء والزهاد والعباد والمجاهدون والأبطال والشجعان. قال أبو الزناد صاحب أبى هريرة -رضى الله تعالى عنهما-: (خير سواحلكم رباطًا الإسكندرية). وقال سفيان بن عيينة لأحمد بن صالح: (يا مصرى أين تسكن؟) قال: (الفسطاط). قال: (فأتِ الإسكندرية فإنها كنانة الله التى يجعل فيها خير سهامه). وفى مصر جامع عمرو بن العاص، صاحب رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وهو أول جامع بنى فى قارة إفريقيا. وقد ضبط قبلته جماعة من الصحابة، قُدّروا بثمانين صحابيًّا اجتمعوا عند بنائه وقدّروا قبلته. وفى مصر الجامع الأزهر الذى له الفضل المشهور، والعلم المنشور، والتقدم الكاسر، والارتفاع القاهر. مصر قادت الأمة الإسلامية أكثر من 265 عامًا، وكانت الخلافة فى مصر. ويكفى مصر من الشرف والفخر أن الله تعالى اختار منها الأنبياء. هاهى مصر حقنت الدماء المهدرة فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وجمعت شعوب الدول المحبة للسلام. وقال الرئيس الأمريكى رونالد ترامب: (إن مصر منعت حربًا عالمية ثالثة، كانت ستجرى فى الشرق الأوسط). يا سادة، التفوا حول قائد السلام وحافظوا على مصر أرض ومهد السلام. د. إبراهيم خليل إبراهيم - عضو اتحاد الكتاب [email protected]