أطلق برنامج الأممالمتحدة الإنمائي عمليات واسعة النطاق لإزالة الأنقاض من الطرق الرئيسية في مدينة غزة، في محاولة لإعادة فتحها وتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والمدارس والبنية التحتية المتضررة في أعقاب الحرب المدمرة. وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، زار أمس السبت، أحد مواقع العمل في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، برفقة ممثل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في فلسطين جاكو سيليرز، لتقييم التقدم المحرز في إزالة الأنقاض- التي تعتبر المرحلة الأولى من خطة شاملة لإدارة الأنقاض في قطاع غزة. وقال «سيليرز» لموقع أخبار الأممالمتحدة، إن البرنامج يتولى الخطوة الأولى الحيوية لإزالة الأنقاض، «التي تُمثل تحديا كبيرا في غزة، حيث يتراوح حجم الأنقاض المُقدر بين 55 و60 مليون طن». وأوضح: «إذا بنيت جدارا بطول 12 مترا حول سنترال بارك (الحديقة الشهيرة في نيويورك) وملأته بالركام، فهذه تقريبا كمية الركام التي يجب إزالتها»، يذكر أن مساحة سنترال بارك، تبلغ حوالي 3.41 كيلومترا مربعا، وهي تغطي حوالي 6% من مساحة جزيرة مانهاتن في مدينة نيويورك. وأضاف ممثل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي أن الهدف الأول هو تنظيف الطرق وتسهيل الوصول إلى المستشفيات والمدارس والمباني الاجتماعية الأخرى. وأشار إلى أنه تتم إعادة تدوير الأنقاض التي ترفع وسحقها واستخدامها في رصف الطرق وبناء قواعد للخيام والمرافق المؤقتة، كجزء من جهود أوسع لإعادة تدوير الموارد وتقليل الأثر البيئي. وذكر موقع أخبار الأممالمتحدة أن هناك عشرات الآلات الثقيلة التي يديرها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي على طول شارع الجلاء، وهي تعمل على مدار الساعة لرفع الأنقاض وتنظيف الشوارع التي أغلقت منذ شهور. وينظر إلى المشروع كخطوة أولى حاسمة في الطريق الطويل نحو إعادة إعمار غزة، حيث يواجه المجتمع الدولي تحديات هائلة في إدارة هذه الكميات الضخمة من الركام. ويأمل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي في أن تمهد هذه الجهود الطريق لتسريع مشاريع التعافي، إلا أن المسؤولين يحذرون من أن العملية ستتطلب الكثير من الموارد والوقت. وفي هذا السياق، قال سيليرز: «إنها عملية مرهقة للغاية، وستستغرق سنوات طويلة لإتمامها». والأسبوع الماضي، قال برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، إن تقديرات تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة تصل إلى 70 مليار دولار، مضيفا أن التقديرات تشير أيضا إلى وجود ما لا يقل عن 55 مليون طن من الأنقاض في غزة. وقال مسؤول في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ردا على سؤال حول الإطار الزمني لإعادة إعمار غزة: «ربما في حدود عقد أو عقود، وربما أكثر».