حماس تطارد «ميليشيات محلية» دعمتها إسرائيل.. هل فشل مشروع تل أبيب في غزة؟ (تقرير)

بعد أشهر من المحاولات الإسرائيلية لترسيخ سلطة بديلة في قطاع غزة، ردت حركة حماس بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق «المتعاونين- العملاء»، حيث تُنفذ وحدات الحركة حملة «تطهير» عنيفة ضد «الميليشيات المحلية» التي نمت تحت رعاية ودعم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وبذلك «تحوّلت محاولة تل أبيب لخلق واقع جديد إلى مشاهد لإعدامات وتصفية ضد كل من يُتهم بالتعاون مع إسرائيل»، وفقا لتقرير ل «القناة 12» العبرية.
وتطرقت القناة في تقريرها أن البعض يرفض الانصياع، حيث صرح حسام الأسطل (50 عامًا)، الذي يقود ميليشيا محلية في خان يونس ومتهم بالتعاون مع إسرائيل، في مقابلة مع القناة العبرية، بتحدي حركة المقاومة حماس زاعما: «نحن على الأرض وسنستمر في الوجود هناك، لقد انتهيتم».
حملة حماس لتطهير القطاع من عملاء إسرائيل
تطرقت «القناة 12» العبرية، إلى مناطق انتشار هؤلاء العملاء، موضحة أنه في جنوب قطاع غزة، لاسيما رفح، أصبحت ميليشيا «ياسر أبوشباب»، التي كانت رمزًا لمشروع العشائر، هدفًا مركزيًا للعملية الإسرائيلية، حيث كانت الميليشيا تعمل في منطقة خاضعة لسيطرة الاحتلال الكاملة وتُعتبر شريكًا لتل أبيب، فيما أطلقت حماس تحذيرات لأفرادها وداعميها.
وفي خان يونس، قررت عشيرة «مجايدة» الاستسلام خشية مصير الإعدام والتصفية، معلنة ولاءها علناً لحماس وتسليم أسلحتها لتجنب المواجهة.
وفي شمال القطاع بحي الصبرة بمدينة غزة، نفذت وحدة «السهم» التابعة لحركة حماس إعدامات بحق عدد من أفراد عشيرة «دغمش» بتهمة التعاون مع إسرائيل، كما اعتقلت مسلحين بعد اشتباكات عنيفة، فيما خاض مقاتلو الحركة في حي الشجاعية بمدينة غزة مواجهات أيضاً ضد عشيرة «حلس» التي تعمل في شرق المدينة.
وأطلقت وحدتا «السهم» و«الرادع» التابعتان لحماس تهديدات في الأيام الأخيرة مفادها أنه: «لن يكون هناك مكان للخارجين عن القانون أو لمن يهددون أمن المواطنين. سنستمر في ملاحقة كل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار»، متوعدة أيضا بأنه «سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من يثبت تعاونه مع العدو أو ارتكابه لجرائم».
وسلطت «القناة 12» الضوء على أنه في محاولة للتعامل مع التحديات، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحماس عن عفو عام لأعضاء العشائر والعصابات الذين لم يتورطوا في جرائم قتل أو جرائم خطيرة، مؤكدة أن من يسلم نفسه بحلول يوم الأحد المقبل، سيكون قادراً على «تسوية وضعه القانوني» وتجنب الملاحقة القضائية.
إسرائيل أمام معضلة
يرى مراقبون إسرائيليون أن هذا التوتر الجديد هو نتاج مباشر لسياسة تل أبيب «قصيرة النظر» سعت على مدى أشهر إلى تسليح ومنح الشرعية لعشائر مسلحة في محاولة لخلق «بديل مدني» لحماس، لكن هذه المجموعات تحولت الآن إلى أهداف معلنة لحماس؛ مما يضع إسرائيل أمام معضلة التدخل وخطر زعزعة الهدوء الهش في القطاع، وفقا ل «القناة 12» العبرية.