قضية «الفعل الفاضح».. المتهمون شربوا خمورًا قبل الواقعة واعتدوا على مصور الفيديو (نص التحقيقات)

قررت النيابة العامة بمركز إمبابة الجزئية، إحالة المتهمين في القضية رقم 13218 لسنة 2025 جنح مركز كرداسة، المعروفة إعلاميًا ب«قضية الفعل الفاضح على طريق المحور»، إلى أولى جلسات المحاكمة المحددة في 27 أكتوبر 2025، بعد أن انتهت التحقيقات إلى ثبوت ارتكاب المتهمين عدة جرائم وردت تفصيلًا في قرار الإحالة.
تفاصيل التحقيقات في قضية الفعل الفاضح على طريق المحور
وجاء في قرار النيابة العامة الصادر بتاريخ 8 أكتوبر 2025، والموقع من وكيل النائب العام إيهاب فلتس، أن الأوراق قُيّدت جنحة بالمواد 171، 3، 242، 278، 279، 302، 306، 306 مكررًا (1)، 375 مكررًا، 375 مكررًا (1) من قانون العقوبات، فضلًا عن المواد 11، 25 مكررًا من القانون رقم 394 لسنة 1954 المعدل بالقانونين رقمي 165 لسنة 1981 و5 لسنة 2019، والبند رقم (7) من الجدول رقم (1) الملحق بالقانون ذاته والمستبدل بقرار وزير الداخلية رقم 1756 لسنة 2007، والمادتين من القانون رقم 63 لسنة 1979 بشأن حظر شرب الخمور، و112 مكررًا من القانون رقم 12 لسنة 1996 المعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008.
وشمل قرار الإحالة كلًا من:
«أحمد.ع.م.ع» (شاكي ومشكو في حقه).
«سلمي.م.م.ن» (شاكية ومشكو في حقها).
«شهد.ر.م.س» (شاكية ومشكو في حقها).
«حسن.أ.ح.ح» (شاكي ومشكو في حقه).
«كريم.س.ع.أ» (شاكي ومشكو في حقه).
وأوضحت النيابة أن المتهمين من الأول حتى الرابع استعرضوا القوة ولوّحوا بالعنف قبل المجني عليه «كريم س. ع. أ.»، بقصد ترويعه وتخويفه وإلحاق الأذى المادي والمعنوي به، وكان من شأن ذلك التهديد إلقاء الرعب في نفسه وتكدير أمنه وسكينته وطمأنينته، فضلًا عن تكدير الأمن والسلم العامين، حال إحراز أحدهم أداة استُخدمت على النحو الثابت بتحقيقات النيابة العامة.
كما نسبت إليهم النيابة أنهم سبّوا المجني عليه بألفاظ وردت نصًا بالتحقيقات، تمس شرفه واعتباره علنًا، وتبيّن كذلك أنهم تواجدوا في مكان عام في حالة سُكر بيّن على النحو الثابت في أوراق التحقيق.
وأضاف قرار الإحالة أن المتهمين ارتكبوا أيضًا فعلًا فاضحًا مخلًا بالحياء في الطريق العام، تمثل في قيام المتهم الأول بمعانقة المدعوة همسة عبدالمنعم ضياء حال كونها طفلة، وذلك على نحو ما ورد تفصيلًا في التحقيقات، كما أحرز المتهم الأول أداة «رافعة سيارة» استُخدمت في الاعتداء على المجني عليه كريم سعيد عبدالله أمين دون أن يكون لحيازتها مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية.
وجاء بالقرار أن المتهمين الأول والرابع أحدثا إصابة المجني عليه «كريم س. ع. أ.»، عمدًا، وفقًا لما ورد بالتقرير الطبي المرفق، حال إحراز المتهم الأول الأداة المشار إليها، كما أتلفا عمدًا السيارة رقم (ص ف 8748) المملوكة للمجني عليه، مما ترتب عليه ضرر مالي تجاوز الخمسين جنيهًا، وذلك وفق ما ورد تفصيلًا في تحقيقات النيابة العامة.
وأشارت النيابة إلى أن المتهمتين الثانية والثالثة تعرضتا للمجني عليه في مكان عام بأفعال وإيحاءات ذات طابع إباحي بالإشارة إليه، على النحو المبين تفصيلًا بتحقيقات النيابة العامة.
كما نسب القرار إلى المتهم الخامس «كريم س. ع. أ.» أنه أحدث إصابة بالمتهم «أحمد.ع.م.ع» عمدًا، حال إحرازه أداة استخدمها في الاعتداء، وأتلف عمدًا السيارة رقم (ي ه 5587) المملوكة للأخير، مما ألحق بها ضررًا ماديًا تجاوز قيمته 50 جنيهًا.
وانتهى قرار النيابة العامة إلى تقديم الأوراق إلى جلسة 27 أكتوبر 2025، مع تكليف بإعلان المتهمين ال 5، وأشار القرار إلى أن القضية تُسير في ملفات مستقلة بحسب الوقائع المنسوبة لكل متهم، حيث تُقيد إحدى القضايا برقم إداري خاص لما نُسب إلى المتهم «كريم» من حيازة سلاح ناري، وتُقيد أخرى برقم جنحة اقتصادية لما نسب إليه من نشر أخبار عبر الشبكة المعلوماتية تنتهك خصوصية الغير، وثالثة برقم جنحة مرور لما ورد بالأوراق من مخالفات مرورية، ورابعة برقم جنحة طفل بشأن ما أثير بالأوراق من وقائع تتعلق بالمدعوة «همسة».
ووقع على قرار الإحالة وكيل النائب العام إيهاب فلتس إيهاب محكي في 8 أكتوبر 2025، بعد الاطلاع على أوراق التحقيق والتقارير الفنية ومحاضر الاستدلالات.
اعترافات المتهمين في واقعة فيديو طريق المحور
حصلت «المصري اليوم» على نص أقوال المتهمين في واقعة فيديو الفعل الفاضح على طريق المحور، إذ روى المتهم الأول «أحمد.ع» (طالب – 22 عامًا) في تحقيقات النيابة العامة، أنه كان بصحبة أصدقائه «همسة، وسلمى، وشهد، وحسن» داخل ملهى ليلي شهير بمنطقة العجوزة يُدعى «الدهبية». وقال إنه بعد انتهاء السهرة، قرروا الذهاب إلى محطة بنزين تقع عند وصلة دهشور لتناول الإفطار والمشروبات.
وأضاف أنه كان يقود سيارته وبجواره المتهمة «همسة»، بينما جلس في المقعد الخلفي كل من «سلمى» و«شهد» و«حسن».
وأوضح المتهم في أقواله أنه أثناء القيادة، قامت «همسة» بمعانقته من عند وسطه، وفوجئ في تلك اللحظة بشخص يُدعى «كريم» يقوم بتصويرهم داخل السيارة، مشيرًا إلى أنه لم يكن يعلم سبب قيامه بذلك، فحاول إيقافه من خلال قطع الطريق عليه.
وتابع قائلًا: «نزلنا من العربية لقيناه لسه بيصور ومسك مسدس في إيده، وبدأ يشتمنا ويضربني بإيده في صدري، وبعدين خبط المسدس في الفانوس بتاع عربيتي وكسّره».
وأشار إلى أنه بدوره أمسك بالكوريك الخاص بالسيارة وضرب به الزجاج الجانبي لسيارة المصور، إلى أن تدخل المارة وتمكنوا من فضّ المشاجرة.
وأضاف «أحمد» أن علاقته ب«همسة» تمتد إلى نحو ستة أشهر، وأن بينهما علاقة عاطفية وكانا يخططان للزواج، بينما «حسن» صديق قديم له منذ سنوات.
ونفى المتهم الأول تمامًا تناوله أو أصدقاؤه لأي مواد مخدّرة أو مشروبات كحولية في تلك الليلة، مؤكدًا أن «همسة» عانقته لأنها تحبه ولم يكن يرى في تصرفها ما يستوجب كل ما حدث لاحقًا.
وفي أقوالها أمام جهات النيابة، روت المتهمة «همسة.ع» تفاصيل الواقعة مؤكدة أنها كانت سهرانة مع أصدقائها في ملهى ليلي، ثم اتجهوا جميعًا إلى وصلة دهشور لتناول مشروب بعد السهرة، وأضافت أنها فوجئت خلال سيرهم بشخص يُدعى «كريم» يصورهم بهاتفه المحمول، فقام «أحمد» بالتضييق عليه بالسيارة حتى أوقفه، ثم نزلوا لمواجهته.
وقالت «همسة» إن «كريم» كان ممسكًا بشيء في يده، وضرب به «أحمد» في صدره، وبدأ يوجّه لهم السباب، قبل أن يكسر الفانوس الأمامي لسيارة «أحمد». وأضافت: «محدش فينا عارف هو صورنا ليه، بس واضح إن الحضن اللي حضنته لأحمد هو اللي استفزه».
وأكدت المتهمة أن الشاب «كريم» لم يكن يحمل أي أسلحة نارية، نافية ما تردّد بشأن وجود مسدس بحوزته، مشيرة إلى أن ما حدث لم يكن سوى مشادة لحظية انتهت بعد تدخل المارة.
وفي المقابل، قال المتهم الثالث «كريم.س» – وهو صاحب الفيديو المتداول – في التحقيقات، إنه كان يقود سيارته الخاصة صباح اليوم نفسه أثناء توصيل أبناء جيرانه الأربعة، ولاحظ وجود سيارة بها شاب وبنت في وضع مريب، بحسب وصفه، مشيرًا إلى أن البنت كانت «نايمة على رجل الشاب ومش باين منها غير شعرها».
وأوضح أنه قام بتصوير المشهد لأن السيارة كانت تسير بسرعة كبيرة وقد تتسبب في حادث، مؤكدًا أنه لم يقصد التشهير بهم، لكنه فوجئ بقائد السيارة (المتهم أحمد) يضيق عليه الطريق ويتوقف أمامه، ثم نزل من سيارته واعتدى عليه بالضرب بمساعدة آخرين، قبل أن يحطموا سيارته.
وأضاف «كريم» أنه تعرّض لإصابات في صدره وذراعه نتيجة الاعتداء عليه، فضلًا عن تلفيات بالسيارة تمثلت في كسر الزجاج الأمامي والفانوس وخدوش في الكبوت والجانب الأيسر. وأشار إلى أنه لا تربطه أي معرفة سابقة بالمتهمين، مطالبًا في التحقيق بإثبات حالته وتحويله إلى الكشف الطبي.
وأفاد بأن المشاجرة وقعت في نحو ال 7:15 صباحًا أعلى طريق المحور قبل نزلة سلم الصحراوي باتجاه كرداسة، لافتًا إلى أن الفتاة التي ظهرت بالفيديو كانت وجهها نحو قدمي الشاب الذي بجوارها وشعرها فقط هو الظاهر، وأن باقي الركاب في المقعد الخلفي كانوا يجلسون بهدوء.
وكشف مصدر أمني أن التحريات بيّنت أن المتهم الأول «أحمد.ع» له معلومات جنائية في قضيتي مخدرات وتنقيب عن آثار، وأنه وأصدقائه كانوا قد تناولوا مشروبات كحولية قبل الواقعة داخل الملهى الليلي.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، إنها تمكنت من كشف ملابسات مقطع الفيديو المتداول، الذي تضمن قيام أحد الأشخاص بتصوير آخر بصحبة عدد من الفتيات داخل سيارة أثناء قيامهم بأفعال خادشة للحياء، ثم اعتدائهم عليه وإحداث تلفيات بسيارته اعتراضًا على تصويرهم بالجيزة.
وأضاف البيان أن الفحص الأمني أوضح عدم ورود أي بلاغات رسمية بشأن الواقعة، إلا أن التحريات تمكنت من تحديد وضبط الأطراف جميعهم، وهم الشخص المصوّر و3 فتيات وشاب آخر، وجميعهم مقيمون بدائرة قسم شرطة الأهرام بالجيزة.
وبمواجهتهم، أقر المتهمون بارتكاب الواقعة عقب تناولهم مواد كحولية أثناء تنزههم بسيارتهم في نطاق محافظة الجيزة، مؤكدين أن ما جرى كان نتيجة «خناقة على الطريق» بعد أن شعروا بالإهانة من تصويرهم داخل السيارة.