دراسة جديدة: مزارع الطاقة الشمسية تساعد في تعزيز أعداد النحل

أظهرت دراسة أن مزارع الطاقة الشمسية يمكن أن توفر موطنا للنحل الطنان.
يعد النحل الطنان أساسي للأنظمة البيئية، فهو يلقح النباتات والمحاصيل البرية، ويحافظ على صحة الموائل. لكن أعدادًا كبيرة من السكان في أوروبا آخذة في الانخفاض بسبب تغير المناخ وفقدان الموائل.
من هنا، بحثت دراسة جديدة، نشرت في مجلة Global Change Biology، في كيفية قدرة المزارع الشمسية على المساعدة في الحفاظ على النحل الطنان في المملكة المتحدة.
لماذا تتراجع أعداد النحل الطنان؟
على الصعيد العالمي، تتناقص أعداد النحل الطنان، وتوقعت دراسة أجريت عام 2023 في مجلة Nature أن حوالي 38 إلى 76 في المائة من أنواع النحل الطنان الأوروبي المصنفة حاليًا على أنها «أقل إثارة للقلق»، ومن المتوقع أن تتعرض لخسائر لا تقل عن 30 في المائة من الأراضي المناسبة بيئيًا بحلول عام 2061-2080.
وكان عام 2024 أيضًا أسوأ عام للنحل الطنان في المملكة المتحدة، وفقًا لصندوق الحفاظ على النحل الطنان.
وهناك عدد من العوامل المؤثرة: تغير استخدام الأراضي، والزراعة المكثفة، والأنواع الغازية، والأمراض المعدية التي تؤثر على الملقحات مثل النحل الطنان.
ويلعب تغير المناخ أيضًا دورًا: إذ يؤدي إلى تكثيف الطقس المتطرف الذي يمكن أن يهدد موائل النحل ويؤثر على دورات حياته.
الموطن الخفي للطاقة الشمسية
في هذه الدراسة، التي تُعدّ الأولى من نوعها التي تبحث في دور مزارع الطاقة الشمسية في الحفاظ على التنوع البيولوجي مستقبلًا، أراد الباحثون معرفة مدى تأقلم النحل الطنان مع مزارع الطاقة الشمسية. تُتيح هذه المزارع فرصةً لإنشاء موائل للحياة البرية، وتُساهم في توفير طاقة منخفضة الكربون واستعادة الطبيعة.
قام الباحثون بدراسة 1042 مزرعة طاقة شمسية عاملة في بريطانيا العظمى، وصمموا نموذجًا عالي الدقة لمحاكاة بحث النحل الطنان عن الطعام وديناميكيات أعداده. مكّنهم هذا من التنبؤ بكثافة النحل الطنان داخل مزارع الطاقة الشمسية في المملكة المتحدة وحولها، مع مراعاة آثار السيناريوهات المستقبلية المختلفة، مثل تغير سياق وتكوين الموائل.
قال الدكتورة هولي بلايدس، الباحثة المشاركة الأولى في جامعة لانكستر والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «يتنبأ النموذج بكيفية استخدام النحل لهذه البيئات بناءً على موارد البحث عن الطعام وبناء الأعشاش». وتضيف: «كان هذا الجانب من العمل جديدًا بشكل خاص- فمن غير المعتاد أن تُجرى نمذجة كهذه بهذه الدقة».
تشير النماذج إلى أن عدد النحل الطنان في مزارع الطاقة الشمسية قد يتضاعف بأكثر من الضعف إذا أُديرت هذه المزارع بما يضمن التنوع البيولوجي. ووفرت الأزهار البرية في المزارع مصدرًا غنيًا للغذاء، خاصةً بالمقارنة مع العشب.
«ملجأ» للنحل الطنان
اقتصرت تأثيرات إدارة مزارع الطاقة الشمسية في «تعزيز النحل» إلى حد كبير على تأثير المزارع نفسها. ففي أثناء البحث عن الطعام حول مزارع الطاقة الشمسية، كان لتغيرات المناظر الطبيعية تأثير أكبر على كثافة النحل الطنان، وهو ما يشير، كما يقول المؤلفون، إلى أن «مزرعة طاقة شمسية واحدة بمعزل عن غيرها لم تعاكس عمومًا تأثير التغيرات الأوسع في استخدام الأراضي المتوقعة في السيناريوهات المستقبلية».
ولكن مع قيام العديد من البلدان ببناء مزارع الطاقة الشمسية لتلبية التزاماتها المتعلقة بالطاقة المتجددة، يحث المؤلفون على ضرورة النظر في «المواقع الاستراتيجية» لربط موائل الطنان.
قال بلايدز: «يمكن أن تشكل مزارع الطاقة الشمسية ملاذًا آمنًا للنحل الطنان في الحاضر والمستقبل، وقد تسهم في الحد من فقدان الموائل، إذا أديرت جيدًا». تابع: «لكن مزارع الطاقة الشمسية وحدها لن تُواجه آثار جميع التغيرات المُستقبلية في استخدام الأراضي على النحل الطنان وأنواع التنوع البيولوجي الأخرى».