في رحلتها الثانية إلى بورت غالب مرسى علم تستقبل سفينة الكروز العالمية «أرويا»

استقبل ميناء بورت غالب شمال مدينة مرسى علم جنوب البحر الأحمر ثاني رحلات سفن الكروز السياحية العملاقة، لتنضم إلى قائمة الموانئ العالمية التي تتوقف بها هذه «المدن العائمة» التي تحمل آلاف السائحين من مختلف الجنسيات. ورست في الميناء سفينة بارتفاع 15 طابقًا، ترفع علم جزر المارشال، ويبلغ طولها 335 مترًا وعرضها 38 مترًا، وتستوعب على متنها 3362 سائحًا، إضافة إلى 1620 فردًا من الطاقم.
ووصلت مارينا بورت غالب الدولي صباح السبت سفينة الركاب العملاقة «أرويا»، قادمة من ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية، وعلى متنها 449 راكبًا و1125 فردًا من طاقمها، وذلك في ثاني زياراتها للمارينا بعد نجاح رحلتها الأولى في سبتمبر الماضي. وتأتي هذه الزيارة في إطار دعم الرحلات البحرية ورحلات اليوم الواحد، مستفيدة من موقع البحر الأحمر كأحد أهم مقاصد سياحة الكروز العالمية، خاصة مع النمو المتسارع لهذا القطاع بمعدلات تفوق 7% سنويًا وفقًا لتقارير منظمة السياحة العالمية.
وأكد مسؤولو مارينا بورت غالب جاهزيتها الكاملة لاستقبال هذا النوع من السفن العملاقة، من خلال توفير جميع الخدمات اللوجستية والتسهيلات اللازمة لعمليات الرسو وصعود ونزول الركاب، بما يعكس تطور البنية التحتية المصرية في مجال النقل البحري واستعدادها لدخول عصر سياحة الكروز بقوة. وأن إدراج مرسى علم ضمن خريطة محطات الكروز العالمية سيُسهم في مضاعفة العوائد الاقتصادية، عبر زيادة إنفاق السائحين على الأنشطة الترفيهية والبحرية مثل الغوص وزيارات المحميات الطبيعية والمناطق الأثرية في جنوب مصر، مما ينعكس إيجابيًا على دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل.
وتُعد سفن الكروز بمثابة مدن سياحية متكاملة؛ إذ تضم غرفًا وأجنحة فندقية فاخرة، وحمامات سباحة، ومطاعم عالمية، وصالات بولينج وجيم، بالإضافة إلى مسرح ضخم للعروض الفنية، فضلًا عن برامج إعاشة متكاملة تشمل ثلاث وجبات يوميًا طوال فترة الرحلة.
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان واحدة من كبرى شركات الكروز العالمية عن إعادة تشغيل رحلاتها البحرية في البحر الأحمر ضمن برنامجين سياحيين متنوعين يربطان بين مصر والسعودية، مرورًا بعدد من الموانئ الشهيرة في البحرين الأحمر والمتوسط. ويشمل البرنامج السياحي إقامة لمدة ثمانية أيام وسبع ليالٍ، تبدأ من السواحل المصرية مرورًا بميناء جدة السعودي، وصولًا إلى شرم الشيخ والسخنة وسفاجا ومرسى علم، متضمنًا رحلات اليوم الواحد إلى المزارات الأثرية الكبرى مثل الأهرامات بالأقصر والقاهرة، جامعًا بين الاستجمام والترفيه والجولات الثقافية.
وأكد خبراء السياحة أن عودة سياحة الكروز تمثل «سياحة الأثرياء» ذات الإنفاق المرتفع، ما ينعكس إيجابًا على مدن الموانئ والمناطق الأثرية مثل الأقصر والقاهرة من خلال رحلات اليوم الواحد. وأضافوا أن اختيار مرسى علم كمحطة رئيسية يعزز من مكانتها على خريطة السياحة العالمية، مطالبين بتسيير خطوط ملاحية دائمة مع الموانئ الإقليمية مثل جدة والعقبة لضمان استدامة هذا النشاط وعدم اقتصاره على مواسم محددة. وأوضحوا أن أعمال التطوير التي نفذتها الدولة في موانئ سفاجا والغردقة وبورت غالب جاءت لتواكب هذا النوع من السياحة الفاخرة، حيث تسهل الصالات الحديثة المجهزة بكافة الإمكانات حركة وصول ومغادرة السائحين.
وأكد حاتم كامل الخبير السياحي إلى أن هذا الحدث يمثل نقلة نوعية لمرسى علم التي ارتبطت طويلًا بالسياحة البيئية والغوص، مؤكدين أنها باتت اليوم وجهة دولية تستقبل أفواجًا من سياح الكروز الباحثين عن الشواطئ البكر والشعاب المرجانية النادرة والمياه الفيروزية. 8: «لم تعد مرسى علم مجرد وجهة واعدة، بل تحولت إلى أيقونة حقيقية على خريطة السياحة العالمية، ترسخ مكانة مصر كإحدى أهم محطات الكروز الفاخرة في المنطقة، وتفتح آفاقًا واسعة لمستقبل السياحة البحرية في البحر الأحمر.»