رغم اعترافها بالكارثة الإنسانية في غزة.. بريطانيا تبرئ إسرائيل من تهمة الإبادة الجماعية (تقرير)

في رسالة موجّهة إلى البرلمان، أكدت الحكومة البريطانية، ولأول مرة بشكل صريح، أنها لا ترى أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، وفق وثيقة بعث بها ديفيد لامي، وزير الخارجية السابق ونائب رئيس الوزراء الحالي، إلى لجنة التنمية الدولية في مجلس العموم، ما يمثل تحولًا واضحًا عن الموقف التقليدي للمملكة المتحدة، الذي كان يُرجع تقدير هذا النوع من الجرائم إلى السلطة القضائية وحدها، دون تدخل حكومي مباشر.
جرائم الاحتلال لا تناسب المعيار القانوني للإبادة الجماعية
أشار لامي في خطابه إلى أن الحكومة البريطانية درست بعناية خطر الإبادة الجماعية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن تحليلها استند إلى نص المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، ووفقًا لهذا التعريف، فإن الجريمة لا تُعتبر كذلك إلا إذا وُجدت نية محددة لتدمير جماعة قومية أو عرقية أو دينية كليًا أو جزئيًا، وهي النية التي لم تتوصل بريطانيا إلى وجودها في أفعال إسرائيل داخل غزة، رغم المعاناة المروعة والخسائر البشرية الجسيمة، بحسب تعبيره.
ورغم استبعاد توصيف الإبادة، شدد لامي في رسالته على أن الوضع الإنساني في غزة مروّع للغاية، مؤكدًا أن على إسرائيل مسؤولية واضحة لتقليل الأضرار التي تصيب المدنيين، وبذل جهود أكبر لتخفيف المعاناة الناتجة عن النزاع، موضحًا أن هذا لا ينفي حق المراجعة القضائية أو التقارير المستقلة حول الانتهاكات، ولكنه يضع حدًا قانونيًا واضحًا للاتهامات الجنائية التي تُوصف بالإبادة الجماعية، وفق ما أفاد تقرير لموقع «politico».
غضب إسرائيلي من توجهات الحكومة البريطانية
يُشار إلى أن رد الفعل الإسرائيلي على السياسات البريطانية الأخيرة كان غاضبًا، خاصة بعد أن أعربت لندن عن نيتها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، ومنعت بعض المسؤولين الإسرائيليين من حضور أكبر معرض تجاري للدفاع هذا الأسبوع.
يأتي هذا التوتر قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج إلى لندن، حيث من المتوقع أن يلتقي برئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر.
وتناولت رسالة لامي أيضًا ملفًا حساسًا متعلقًا بالصادرات العسكرية، وتحديدًا بشأن أجزاء طائرة F-35، حيث أوضح أن الحكومة البريطانية أوقفت التصدير المباشر لهذه الأجزاء الموجهة لاستخدامها في إسرائيل، لكنها في الوقت نفسه قررت الاستمرار في المشاركة في البرنامج العالمي للطائرة F-35، الذي يُعد أكبر مشروع دفاعي متعدد الجنسيات حاليًا، ويضم أكثر من ألف طائرة في الخدمة.