أسوأ صيف لها منذ 1981.. هوليوود تواجه خسائر فادحة في 2025 وتفقد ربع جمهور السينما

كان من المفترض أن يكون صيف 2025 الأفضل ل هوليوود وأن يشهد عودة شباك التذاكر السينمائي في أمريكا الشمالية إلى نشاطه- بعد ركوده بسبب جائحة كورونا خلال السنوات الخمس الماضية، لكن دور السينما متعددة الشاشات في الولايات المتحدة وكندا شهدت أسوأ صيف لها منذ عام 1981، بعد تعديل التضخم واستبعاد سنوات جائحة كورونا، حيث أُغلقت العديد من دور السينما لفترات طويلة.
وكان آدم آرون، الرئيس التنفيذي لشركة AMC Entertainment- أكبر مشغل لدور العرض السينمائي في أمريكا الشمالية- قد صرح للمحللين السينمائيين في مايو الماضي: «نعتقد أن انتعاشًا جذريًا لشباك التذاكر المحلي على مستوى الصناعة قد بدأ»، وتوقع أن تكون أفلام هوليوود الصيفية «مُحرقة للأموال، واحدًا تلو الآخر»، لكن للأسف، لم يكن رواد السينما متعاونين بحسب تقرير نشرته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية.
ووفقا لتقديرات Box Office Mojo، تشمل هذه المبالغ إيرادات شباك التذاكر في أمريكا الشمالية خلال الصيف، وهي مُعدّلة لمراعاة التضخم، في بيانات عام 2025 الأولية.
نيويورك تايمز: هل خسرت دور السينما ما بين 20% و25% من روادها بشكل دائم؟
وتساءلت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها «هل حان الوقت ل هوليوود أن تُقرّ بأن الكثير من رواد السينما في أمريكا الشمالية لن يعودوا أبدًا؟ وأن دور السينما قد خسرت ما بين 20% و25% من زبائنها بشكل دائم؟» وتابع التقرير: هذه الأسئلة، التي بدأت كهمسات مرعبة في أروقة الاستديوهات العام الماضي، أصبحت تُناقش بشكل أكثر صراحةً في الأشهر الأخيرة، بعدما أبرزت مبيعات التذاكر الأسبوعية خلال الصيف قلقا كبيرا، فلم يتجاوز مجموع إيرادات دور السينما في أمريكا الشمالية 300 مليون دولار خلال أسبوعين فقط، في حين تجاوزت هذه العائدات هذا الحد بتسعة أسابيع في صيف 2019 مثلا عند احتساب التضخم.
مبيعات التذاكر بأمريكا الشمالية تتجاوز 300 مليون دولار خلال أسبوعين فقط بصيف 2025
ولفتت الصحيفة إلى أن مبيعات التذاكر تجاوزت 300 مليون دولار خلال أسبوعين فقط هذا الصيف، حتى في عام 2024، وهو العام الذي شهد أيضًا أسبوعين فقط تجاوزت فيهما إيرادات الأفلام 300 مليون دولار، كانت مبيعات التذاكر الإجمالية للصيف أعلى بسبب الأفلام الأكثر نجاحًا، بما في ذلك فيلمي «Inside Out 2» و«Deadpool & Wolverine».
وتابعت الصحيفة في تقريرها: يُعد التسويق جزءًا من التحدي الذي تواجهه استوديوهات الأفلام، فقد أصبح الوصول إلى جمهور واسع من خلال إعلانات الأفلام الجديدة أكثر صعوبة، نتيجةً لفوضى وتشتت وسائل الإعلام في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة خلال السنوات الأخيرة.
وللتغلب على هذا الوضع، زادت الاستديوهات من اعتمادها على سلاسل الأفلام ذات القاعدة الجماهيرية الراسخة، خلال الصيف، فقد حقق 26 فيلمًا ما لا يقل عن 20 مليون دولار في أمريكا الشمالية، وكان 20 منها سلاسل أفلام من نوع ما- إما أجزاء جديدة، أو إعادة إنتاج، أو أفلام فرعية من السلاسل الأصلية، أو إعادة إنتاج، أو مقتبسة من لعبة فيديو ناجحة.
لكن جميع السلاسل السينمائية في هوليوود تقريبًا مُرهَقةٌ لشركات الإنتاج للغاية لدرجة أنها تُحقق عوائد متناقصة، فأكثر من نصف السلاسل السينمائية التي طرحت هذا الصيف كان أداؤها أسوأ من الأجزاء أو الإصدارات السابقة، ومنها فيلم ballerina وهو الأول عن إصدار وسلسلة «جون ويك» الجديدة، والذي قامت ببطولته آنا دي أرماس، بجانب كيانو ريفز بطل السلسلة الأولى الناجحة.
بينما كانت أعمال التكملة وإعادة الإنتاج التي حققت نجاحًا مماثلًا للإصدارات السابقة تميل إلى أن تكون أحدث (سلسلة الرسوم المتحركة «Bad Guys» لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات) أو كانت لها جاذبية تسويقية خاصة (سلسلة «28 Days» أعادت داني بويل، مخرجها المؤسس).
رغم الخسائر هوليوود تواصل إنتاج 14 فيلما من السلاسل السينمائية في 2026
ولفتت الصحيفة إلى أن استراتيجية هوليوود في إنتاج الأفلام من السلاسل السينمائية مستمرة، رغم تلك الخسائر، فحتى الآن، لدى الاستديوهات ما لا يقل عن 14 فيلمًا من إصدارات «السلاسل والأجزاء» مُخططًا لها في صيف 2026، منها toy story 5، وفيلم super mario عن اللعبة الشهيرة وغيرهما.
من ناحية أخرى أبرز التقرير أفلام حققت نجاحا مماثلا لأجزاءها السابقة أو عائدات أقل أو تفوقت عليها في 2025، كالتالي:
فيلمان حققا أداء أقل من المتوقع مقارنة بالأجزاء السابقة
وهما فيلم الخيال How to Train Your Dragon، وفيلم الرعب 28 Days للمخرج داني بويل.
فيلمان حققا أداءً ونجاحا مماثلًا للإصدارات السابقة
أشارت الصحيفة أنه لا شيء يفوق قيمة أي استوديو سينمائي من سلسلة أفلام مُعاد إحياؤها، وقد فعلت ديزني ذلك تمامًا خلال الصيف مع فيلم «Lilo & Stitch»، وهو فيلم يجمع بين الرسوم المتحركة والواقعية، وصدر الجزء السابق من السلسلة عام 2002.
كما نجحت ديزني في إعادة إطلاق سلسلة أفلام الأبطال الخارقين «fantastic 4»، وإن كان ذلك على نطاق أصغر.
ثلاثة أفلام لم تحقق النجاح المتوقع مقارنة بالأجزاء السابقة لها
وهي Jurassic World، وFantastic Four، وThunderbolts مقارنة بأجزاءها أو إصداراتها السابقة.
فيلمان حققا إيرادات أفضل من إصداراتها السابقة
مشهد من فيلم «سوبر مان» - صورة أرشيفية
لم يُحقق فيلم «Superman»، من إنتاج استوديوهات دي سي التابعة ل«وارنربرازرز»، نجاحًا يُذكر كفيلم «Man of Steel»، وهو فيلم مستقل من سلسلة سوبرمان سابق للشركة، لكن الجزء الجديد الذي عرض هذا الصيف حقق نجاحًا كافيًا- حوالي 352 مليون دولار من مبيعات التذاكر المحلية- لتبرير إصدار جزء جديد منه، وقد سارعت وارنر براذرز إلى إنتاج جزء ثانٍ من «سوبرمان» الذي عرض في صيف 2025.
اقرأ أيضا:
«سوبر مان» في مهمة للتوفيق بين أصله الفضائي وعائلته البشرية(تفاصيل الفيلم)
-هوليوود تواجه مفاجآت ومفارقات فى السوق السينمائية
-The Fantastic Four: First Steps.. عودة الأبطال الخارقين لإنقاذ كوكب الأرض