«أونروا»: يمكن وقف المجاعة في غزة بإدخال المساعدات فورًا

أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أن وقف المجاعة فى مدينة غزة ممكن عبر إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق فورًا.
وقالت الوكالة، فى تصريح مقتضب عبر صفحتها على منصة «إكس»، أمس، إن وقف الكارثة الجارية يتطلب إدخال كميات ضخمة من المساعدات إلى غزة عبر الأمم المتحدة، بما فيها «الأونروا».
وأشارت إلى أن مستودعاتها فى الأردن ومصر ممتلئة بما يكفى من الغذاء والدواء والمواد الصحية لتعبئة 6 آلاف شاحنة، مشددة على ضرورة سماح إسرائيل بإدخال هذه المساعدات إلى قطاع غزة فورًا.
وقال فيليب لازارينى، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إن المجاعة التى أُعلن عنها فى محافظة غزة شمال القطاع صنيعة إسرائيلية مدبرة.
وأضاف لازارينى، فى بيان تعقيبًا على إعلان مؤشر التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى تفشى المجاعة فى محافظة غزة اعتبارًا من منتصف أغسطس الجارى: «شهور من التحذيرات لم تُجدِ نفعًا، فالمجاعة مؤكدة الآن فى مدينة غزة، وهذه مجاعة مُدبّرة من قبل حكومة إسرائيل، ونتيجة مباشرة لحظر إسرائيل وصول الغذاء وغيره من الإمدادات الأساسية لأشهر، بما فى ذلك من قِبل الأونروا». ورأى أنه لا يزال من الممكن السيطرة على انتشار المجاعة بغزة من خلال وقف إطلاق النار والسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها، وإيصال المساعدات إلى المتضورين جوعًا، وحان وقت الإرادة السياسية.
إلى ذلك، طالبت فصائل المقاومة الفلسطينية المجتمع الدولى، وخاصة الدول الأطراف فى اتفاقيات جنيف، بالتحرك الفورى وفق بروتوكولات التعامل مع المجاعات، بما يشمل التدخل الإنسانى الفورى وفتح الممرات الآمنة لإدخال الغذاء والدواء دون قيد أو شرط. جاء ذلك فى بيان للفصائل أمس، تعليقًا على إعلان الأمم المتحدة المجاعة فى غزة. وأعلنت الأمم المتحدة وصول مدينة غزة إلى مستوى المجاعة، بعد أشهر من الحصار والتجويع الممنهج الذى مارسه الاحتلال الصهيونى بحق أكثر من مليونى إنسان، وسط صمت دولى وعربى مهين.
وقالت الفصائل: «يأتى هذا الإعلان فى ظل استعدادات الجيش الصهيونى لاحتلال مدينة غزة فى إطار حرب الإبادة التى ينتهجها الاحتلال الصهيونى منذ نحو عامين». ودعت الدول العربية والإسلامية إلى تجاوز بيانات الشجب والاستنكار، والانتقال إلى خطوات عملية حقيقية لكسر الحصار، وإنقاذ ما تبقى من أهلنا فى غزة، الذين يواجهون الموت جوعًا وبفعل جرائم الحرب.
ودعت كذلك شعوبنا العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى النفير العام نصرة للمحاصرين المجوعين فى غزة، بكل الوسائل الشعبية والضغط السياسى، فالجميع أمام اختبار إنسانى حقيقى صارخ.
وشددت على أن معركة غزة ليست معركة الفلسطينيين وحدهم، بل معركة الجميع فى مواجهة الخطر الصهيونى الداهم والذى يتجاوز الأرض الفلسطينية إلى كل المنطقة. فيما دعا المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان الجمعية العامة للأمم المتحدة للتحرك فورًا عبر «الاتحاد من أجل السلام»، بعد تأكيدها تفشى المجاعة بغزة.
وقال المرصد فى بيان له، إن الإعلان الأممى، وإن جاء متأخرًا، يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الحكومة الإسرائيلية صنعت المجاعة عمدًا فى قطاع غزة، عبر جرائم الحصار والتجويع المنهجى ومنع المساعدات الإنسانية وتدمير مصادر الغذاء المحلى.
وأضاف أن الجمعية العامة للأمم المتحدة يجب أن تتحرك فورًا استنادًا إلى قرارها التاريخى رقم 377 A (V) لعام 1950 المعروف باسم «الاتحاد من أجل السلام»، الذى يخولها، عند عجز مجلس الأمن عن القيام بمسؤولياته بسبب استعمال حق النقض أو غياب التوافق، أن تعقد دورة استثنائية طارئة وتتخذ توصيات جماعية مناسبة، بما فى ذلك إنشاء قوة لحفظ السلام أو اتخاذ تدابير جماعية لصون السلم والأمن الدوليين.
وأكد أن الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبة بتبنى قرار عاجل بموجب هذا الإطار لتشكيل قوة حفظ سلام ونشرها فى قطاع غزة، بما يكفل وقف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين.
وأشار البيان إلى أن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائى (IPC)، الذى تدعمه وتشارك فيه وكالات الأمم المتحدة المعنية، أكد تفشى المجاعة فى محافظة غزة.