6 ساعات من اللهب والدخان.. تفاصيل حريق هائل في بولاق أبو العلا

نشبّ حريق ضخم مساء السبت داخل مخزن خُردة وزيوت في منطقة بولاق أبوالعلا وسط القاهرة، بالقرب من سوق الترجمان، ما أسفر عن امتداد ألسنة اللهب إلى 5 طوابق لعقار سكني مجاورة، وسط حالة من الذعر بين الأهالي، إذ استغرقت قوات الحماية المدنية نحو 6 ساعات متواصلة من العمل للسيطرة على الحريق وإخماده بشكل كامل.
تفاصيل حريق مخزن البلاستيك في بولاق أبو العلا
وفق ما أفادت به مصادر أمنية، فإن غرفة عمليات النجدة تلقت في حدود الساعة ال 3 مساءً بلاغًا يفيد باندلاع النيران داخل مخزن للخُردة يقع في الطابق الأرضي من أحد العقارات، وشوهدت أعمدة الدخان الكثيف ترتفع بسرعة في سماء المنطقة المزدحمة بالسكان والتجار، فيما أشار شهود عيان إلى أن الحريق بدأ صغيرًا قبل أن يتوسع على نحو متسارع نتيجة وجود مواد قابلة للاشتعال بكميات كبيرة.
بعد دقائق من اندلاع الحريق، وقع انفجار قوي يرجّح أنه ناتج عن أسطوانة غاز داخل المخزن، ما أدى إلى امتداد ألسنة اللهب إلى طوابق العقار العلوي وإلى عقار مجاور تدمر عن آخره، وهو ما أثار حالة من الرعب بين السكان الذين لاذوا بالفرار إلى الشوارع المحيطة هربًا من خطر انفجارات إضافية.
كيف اندلع الحريق في مخزن بولاق أبو العلا؟
وقال أحد سكان المنطقة ل«المصري اليوم» إن دوي الانفجار كان شديدًا إلى درجة أن النوافذ ارتجّت في المباني المجاورة، مضيفًا: «اعتقدنا في البداية أن زلزالًا وقع، ثم شاهدنا الدخان يتصاعد بسرعة»، وأكد سكان آخرون أن بعض العائلات تركت منازلها على عجل، بينما بقي آخرون في الشوارع لساعات يتابعون بقلق الجهود المبذولة للسيطرة على النيران.
انفجار أسطوانة غاز يتسبب في امتداد الحريق لعقارات بولاق
دفعت قوات الحماية المدنية ب 10 سيارات الإطفاء مدعومة بسلالم هيدروليكية وخزانات مياه استراتيجية، في محاولة لمحاصرة النيران ومنع امتدادها، كما أُقيم كردون أمني واسع النطاق لتأمين محيط الحادث وإبعاد المارة، وفي غضون دقائق، قامت القوات بفصل التيار الكهربائي والغاز عن المنطقة لتقليل المخاطر المترتبة على أعمال الإطفاء.
وبالتوازي، دفعت هيئة الإسعاف ب 4 سيارات إسعاف تمركزت في محيط الحادث، ووفقًا لحصيلة أولية، جرى إسعاف 5 حالات في موقع الحادث، بينها حالات اختناق وإغماء، من دون الحاجة إلى نقل أي منها إلى المستشفى، كما لم تُسجل أي حالات وفاة بين السكان حتى ساعة متأخرة من مساء السبت.
الهلال الأحمر والدعم النفسي لأهالي بولاق بعد حريق الترجمان
عناصر الهلال الأحمر المصري حضرت إلى الموقع كذلك، وقدمت الإسعافات الأولية لعدد من رجال الحماية المدنية الذين أصيبوا بجروح طفيفة أو باختناق نتيجة استنشاق الدخان، كما تولت الفرق تقديم الدعم النفسي للسكان الذين تم إجلاؤهم من منازلهم.
وأكد عاملون ب الهلال الأحمر أن طواقمه مدربة على التدخل السريع في مثل هذه الحوادث لتخفيف الضغط على الأجهزة الرسمية.
من جهتها، قامت قوات الشرطة بإخلاء 4 عقارات سكنية مجاورة بشكل كامل، تحسبًا لامتداد ألسنة اللهب إليها، وتم اصطحاب بعض الأسر إلى مناطق آمنة بعيدًا عن موقع الحادث، فيما وُضع السكان تحت متابعة طبية ونفسية ميدانية.
وقال أحد رجال الشرطة إن الأولوية كانت حماية الأرواح، موضحًا: «حتى لو لم تصل النيران بعد إلى بعض العقارات، كان من الضروري إجلاء السكان بسرعة بسبب الدخان الكثيف وخطر الانفجارات».
الحماية المدنية تحاصر نيران مخزن البلاستيك بالقاهرة بعد انفجار أنبوبة غاز
استمرت عمليات الإطفاء لساعات طويلة بسبب طبيعة المواد المشتعلة وصعوبة الوصول إلى بعض بؤر النيران داخل المخزن والعقارات المتضررة، وذكر ضباط من الدفاع المدني أن الحريق كان يتجدد في بعض المواقع نتيجة حرارة المواد البلاستيكية، ما استدعى تزويد الموقع بمزيد من خزانات المياه.
وظلت أعمدة الدخان الكثيفة تغطي سماء بولاق أبوالعلا حتى ساعة وقت قصير، فيما شوهدت ألسنة اللهب من مسافات بعيدة، بحسب ما رصدت «المصري اليوم».
محافظ القاهرة يتابع حريق بولاق أبو العلا
محافظ القاهرة إبراهيم صابر، أكد أن أجهزة المحافظة والأمن والحماية المدنية كانت في موقع الحادث منذ اللحظات الأولى، مشيرًا إلى أن سرعة التدخل ساهمت في الحد من الكارثة.
وقال «صابر»: «المنطقة شديدة الكثافة السكانية والتجارية، والسيطرة على الحريق خلال هذا الوقت أمر مهم للغاية»، كما أوضح أن محافظ القاهرة أصدر قرارًا بتشكيل لجنة هندسية لفحص العقارات المتضررة وبيان مدى سلامتها الإنشائية، إضافة إلى تكليف الأجهزة التنفيذية برفع آثار الحريق فور انتهاء التحقيقات.
مدير أمن القاهرة زار الموقع لمتابعة الموقف ميدانيًا، فيما تواصل النيابة العامة التحقيق في أسباب الحريق، وقد كلفت النيابة خبراء الأدلة الجنائية برفع العينات من موقع الحادث لتحديد سبب اندلاع النيران بدقة، سواء كان نتيجة ماس كهربائي أو تسرب غاز أو إهمال بشري.
مع حلول منتصف الليل، أعلنت قوات الحماية المدنية السيطرة الكاملة على الحريق وبدء عمليات التبريد لضمان عدم تجدده، وبدأت القوات في إعادة التيار الكهربائي تدريجيًا إلى بعض المناطق المجاورة، فيما ظل محيط الحادث مغلقًا إلى حين انتهاء أعمال المعاينة ورفع المخلفات.