ترامب يعاقب البرازيل برسوم جمركية بسبب صديقه الرئيس السابق بولسونارو

دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بنسبة 50%، على العديد من الواردات من البرازيل حيز التنفيذ اليوم الأربعاء، وفقا لما نقلته وكالة «رويترز».
ووفقا ل«رويترز»، تعد هذه النسبة من أعلى النسب التي فرضها ترامب لمحاربة ما أسماه «مطاردة الساحرات» ضد الرئيس اليميني السابق للبلاد جايير بولسونارو.
ويخضع بولسونارو للمحاكمة بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري عقب خسارته في الانتخابات عام 2022.
وأصدرت إدارة ترامب الأسبوع الماضي أمرا تنفيذيا بفرض التعريفات الجديدة على البرازيل، منتقدة المسؤولين في البلاد على خلفية «التهم الجنائية غير المبررة» الموجهة إلى بولسونارو، في إشارة إلى محاكمة الرئيس السابق بتهمة تدبير محاولة انقلاب.
والإثنين الماضي، أمر قاضٍ في المحكمة العليا البرازيلية بوضع بولسونارو قيد الإقامة الجبرية لانتهاكه قرارا يمنعه من نشر أيّ تصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي في إطار محاكمته.
ويُعتبر بولسونارو من أقرب حلفاء ترامب في أمريكا اللاتينية، إذ يتشاركان وجهات نظر متشابهة حول الحروب الثقافية وملكية الأسلحة والازدراء للسياسة اليسارية ووسائل الإعلام، وعمَّقا العلاقات عندما تداخلت رئاستيهما في 2019 و2020، بحسب تقارير إعلامية.
رسوم تشمل منتجات رئيسية
بعد الاستثناءات التي نص عليها أمر الرئيس الأمريكي، التنفيذي الأسبوع الماضي، بما في ذلك الطائرات والطاقة وعصير البرتقال، ستطبق الرسوم الجمركية على ما يقل قليلًا عن 36٪ من صادرات البرازيل إلى الولايات المتحدة من حيث القيمة، وفقًا لتقديرات في برازيليا، وأكد جيرالدو ألكمين، نائب الرئيس البرازيلي بتصريحات سابقة أن الرسوم الجديدة ستطال نحو 36% فقط من صادرات البرازيل إلى الولايات المتحدة، فيما أشار محللون إلى أنها ستشمل منتجات رئيسية مثل القهوة ولحم البقر والسكر.
ردا على ترامب.. الرئيس البرازيلي: لن أتصل به
أمس الثلاثاء، أكد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، أن بلاده ستستخدم جميع الموارد المتاحة للدفاع عن مصالحها.
وأشار لولا دا سيلفا في حدث أقيم في العاصمة، برازيليا إلى أنه لن يتصل بترامب بشأن الرسوم الجمركية، واصفا إجراء الرئيس الأمريكي ب«الأكثر أسفًا» في علاقة البلدين.
وقال الرئيس البرازيلي: «سنتخذ جميع التدابير المتاحة، بدءًا من منظمة التجارة العالمية (WTO)، للدفاع عن مصالحنا، في الواقع، كانت الحكومة تعمل بالفعل على تعزيز تجارتنا الخارجية وخلق فرص جديدة للشركات المحلية منذ ما قبل تغيير الإدارة في الولايات المتحدة».
وأضاف لولا: «لن أتصل بترامب بشأن التجارة لأنه لا يريد التحدث، لكن يمكنكم أن تكونوا على يقين من أنني سأتصل بترامب لدعوته لحضور مؤتمر الأطراف لأنني أريد أن أعرف رأيه في قضية المناخ».
والجمعة الماضية، قال الرئيس الأمريكي إن نظيره البرازيلي يمكنه الاتصال به في أي وقت لمناقشة الرسوم الجمركية وغيرها من الخلافات بين البلدين.
تعهّد الرئيس البرازيلي الدفاع عن «سيادة» بلاده، وذلك بعد إعلان الولايات المتّحدة فرض الرسوم الجديدة، إضافة إلى عقوبات على القاضي في المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس.
كما ندّد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا عقب اجتماعه في واشنطن بنظيره الأمريكي، ماركو روبيو في أواخر يوليو الماضي، ب«تدخّل غير مقبول في السيادة الوطنية»
تأثير محدود بسبب الصين
وفقا لوكالة «رويترز» فإن المخاطر الأقل التي تواجه الاقتصاد البرازيلي تمنح الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا مساحة أكبر للدفاع عن موقفه ضد ترامب مقارنة بمعظم القادة الغربيين.
وعلى عكس المكسيك وكندا، اللتين تبيعان حوالي 3 أرباع صادراتهما إلى الولايات المتحدة، يشتري الأمريكيون 12% فقط من الصادرات البرازيلية.
وبالمقارنة، تضاعفت قيمة صادرات البرازيل إلى الصين خلال العقد الماضي، وتشكل الآن 28% من إجمالي شحنات البلاد.