"نزل يتوضى وملحقش يرجع".. زوجة المهندس أحمد رجب تنتظر جثمان زوجها أمام مشرحة زينهم

على رصيف مشرحة زينهم، جلست زوجة المهندس أحمد رجب، في حالة ذهول وصمت ثقيل، تنظر بعينين دامعتين لممر المشرحة حيث دقائق معدودة ويخرج منها زوجها وزميلها في العمل ورفيق كفاحها لسنوات، كان أحد ضحايا حريق سنترال رمسيس، الذي التهم أحلام أسر بأكملها في لحظة.
تقول الزوجة: «روّحنا سوا من البيت يوم الحادث، كل يوم بننزل مع بعض ونرجع مع بعض، كان وقت الصلاة، نزل يتوضى وساب تليفونه على المكتب، وفجأة بدأ الدخان يملأ المكان، مقدرش يرجع، دخل مع واحد من زملائه وانضم ليهم اتنين كمان، بقوا أربعة، وقفَلوا على نفسهم أوضة عشان يحتموا من الدخان، مستنيين الحماية المدنية توصل، لكن شدة الدخان خنقتهم وماتوا«.
وتابعت، والدموع لا تغادر عينيها: «عندنا 3 أطفال، أكبر واحدة لسه في ابتدائي، وكنا بنشتغل إحنا الاتنين عشان نوفرلهم حياة كويسة، بس هو راح فجأة، وسابني أكمّل لوحدي، المسؤولية كلها بقت في رقبتي«.
وتعود الزوجة لتلتفت نحو باب المشرحة كل بضع دقائق، علّ جثمان زوجها يخرج فتُودّعه الوداع الأخير، بعدما ودّع الحياة دون إنذار.
اندلع الحريق مساء الاثنين في الطابق السابع من سنترال رمسيس، أحد أقدم وأهم مقار البنية التحتية للاتصالات في مصر، والواقع في شارع الجمهورية بحي الأزبكية بوسط القاهرة. وبحسب المعاينة الأولية، فإن ماسًا كهربائيًا تسبب في اشتعال النيران بالمكاتب الإدارية، وامتد إلى طوابق أخرى.
دَفعت قوات الحماية المدنية ب12 سيارة إطفاء و2 سلم هيدروليكي، وتم فصل التيار الكهربائي والغاز من المبنى للسيطرة على الحريق، الذي استمر قرابة 20 ساعة قبل إخماده بالكامل، رغم تجدد النيران ثلاث مرات أثناء التبريد.
أسفر الحادث عن وفاة 4 موظفين وإصابة 27 آخرين باختناقات، من بينهم 10 من رجال الشرطة، حيث تم نقلهم للمستشفيات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
ووفقًا لمصادر من موقع الحادث، عُثر على جثامين الضحايا الأربعة داخل غرفة مغلقة، حاولوا الاحتماء بها من الدخان الكثيف، لكنهم فارقوا الحياة اختناقًا قبل أن تصل إليهم فرق الإنقاذ.