بسبب شروط ترامب الصارمة.. استقالة رئيس جامعة احتجاجًا على التمييز العرقي بين الطلاب

استقال رئيس جامعة فرجينيا من منصبه بعد تعرضه لضغوط من إدارة الرئيس الأمريكية دونالد ترامب بشأن جهود التنوع.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أمس الجمعة، أن جيمس رايان واجه ضغوطا سياسية من واشنطن للتنحي من أجل حل تحقيق وزارة العدل في سياسات التنوع والمساواة والشمول في جامعة فيرجينيا، نقلا عن ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر.
حاول فرض التوازن بين الطلاب
كان لدى رايان سمعة طيبة في محاولته جعل الحرم الجامعي لجامعة فرجينيا أكثر تنوعًا وتشجيع الطلاب على أداء الخدمة المجتمعية.
وقال رايان في رسالة إلى الجامعة اطلعت عليها صحيفة الجارديان البريطانية: «لا أستطيع اتخاذ قرار أحادي الجانب بمحاربة الحكومة الفيدرالية من أجل إنقاذ وظيفتي».
وأضاف: «إن القيام بذلك لن يكون مجرد أمر خيالي فحسب، بل سيبدو أنانيًا ومتمركزًا حول الذات في نظر مئات الموظفين الذين سيفقدون وظائفهم، والباحثين الذين سيفقدون تمويلهم، ومئات الطلاب الذين قد يفقدون المساعدات المالية أو يتم حجب تأشيراتهم.. كان هذا قرارًا صعبًا للغاية، وأنا حزين جدًا لمغادرتي بهذه الطريقة».
وتأتي الحملة الواضحة ضد إحدى جامعات القطاع العام البارزة في الولايات المتحدة في إطار أجندة دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض لإلغاء البرامج والسياسات التي تهدف إلى تحقيق قدر أكبر من التنوع والمساواة والشمول في الحكومة وأماكن العمل والمؤسسات والمنظمات المختلفة في جميع أنحاء المجتمع الأمريكي.
وبالتوازي مع ذلك شرع الرئيس الأمريكي في مهاجمة جامعات القطاع الخاص النخبوية، وعلى رأسها جامعة هارفارد، وأخذ الأموال منها، في هجوم على الاستقلال الأكاديمي والبحثي للتعليم العالي على نطاق أوسع.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز أول من ذكر في وقت متأخر من يوم الخميس أن وزارة العدل طالبت رايان بالاستقالة.
أُجبر على الاستقالة
وقال رايان في رسالة اطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز من مصدر إنه كان ينوي التنحي عن منصبه العام المقبل لكن «نظرا للظروف والمحادثات اليوم» قرر «بحزن عميق» الاستقالة الآن.
وذكرت تقارير أن وزارة العدل أبلغت جامعة فرجينيا أن الحكومة تعتقد أنها تعطي الأولوية للعوامل القائمة على العرق أثناء عملية القبول وغيرها من جوانب الحياة الطلابية بطريقة تشكل «ممارسات واسعة النطاق في كل مكون وجانب من جوانب المؤسسة».
أوضح تيد ميتشل، رئيس المجلس الأمريكي للتعليم، الذي يمثل رؤساء الجامعات، لوكالة أسوشيتد برس، أن إقالة رايان هي مثال آخر على استخدام إدارة ترامب «للبلطجة بدلًا من الخطاب العقلاني».
تابع: «هذا يوم أسود لجامعة فرجينيا، وللتعليم العالي، وهو يُنذر بالمزيد من هذا القبيل. من الواضح أن الإدارة لم تنتهِ بعد، وستستخدم كل ما في وسعها من أدوات لفرض سيطرتها على التعليم العالي».
في بيان مشترك، قال أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون في ولاية فرجينيا إنه من المشين أن تطالب إدارة ترامب باستقالة رايان بسبب «فخاخ الحرب الثقافية». وقال عضوا مجلس الشيوخ مارك وارنر وتيم كين: «هذا خطأ يضر بمستقبل فرجينيا».
تقع جامعة فرجينيا في مدينة شارلوتسفيل، وقد وجدت نفسها في عناوين الأخبار العالمية في وقت مبكر من إدارة ترامب الأولى عندما سار مئات المتظاهرين في أغسطس 2017، حاملين المشاعل ويهتفون بشعارات وصفت ب«العنصرية»، إلى الحرم الجامعي التاريخي وكانت المظاهرة اللاحقة ضخمة وأصبحت عنيفة للغاية ثم في وقت لاحق قاد أحد المتطرفين سيارة ودهس بها امرأة.