نجح بمدينة تضم أكبر عدد من اليهود في العالم.. مَن هو المسلم القريب للترشح لمنصب عمدة نيويورك؟

«لطالما كان موكب مدينة نيويورك السنوي للاحتفال بإسرائيل محطة أساسية لسياسيي الولاية على مدى السنوات ال60 الماضية»، بهذه الافتتاحية تناولت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية «النجاح الباهر» الذي حققه زهران ممداني- الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 33 عامًا، والمناهض لسياسة إسرائيل ضد الفلسطينيين- في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة مدينة نيويورك، والتي تضم أكبر عدد من اليهود في العالم.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه على مر 60 عاما في المدينة، تم استقطاب حكام الولايات وأعضاء مجلس الشيوخ وكل العمداء، منذ روبرت ف. واجنر، لتقديم احترامهم للجالية اليهودية بالمدينة.
لكن الآن، مع تراجع مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة بشكل حاد منذ حرب غزة، رأت الصحيفة أن الديمقراطيين في المدينة رشحوا شخصًا لرئاسة البلدية لا يخجل من سجله في النشاط المناهض لإسرائيل، ما يؤكد «خروجا غير عادي عن أسلافه السابقين»، وعن القيادة الديمقراطية الحالية في واشنطن، في إشارة إلى الرئيس دونالد ترامب وموقفه الداعم لدولة الاحتلال.
واعتبرت «نيويورك تايمز» نجاح عضو مجلس النواب، زهران ممداني، في المدينة التي تضم أكبر عدد من السكان اليهود في العالم يقدم الدليل الأوضح حتى الآن على أن المعارضة الصريحة لإسرائيل وحكومتها- وحتى التشكيك في وجودها كدولة يهودية- أصبحت مقبولة بشكل متزايد لدى قطاعات واسعة من الحزب، حتى في المناطق التي لطالما كان اليهود المؤيدون لإسرائيل جزءًا أساسيًا من التحالف الديمقراطي بها.
ودللت الصحيفة على ذلك بإظهار بعض الاستطلاعات أن «ممداني» فاز بما يساوي صوتا واحدا من كل 5 ديمقراطيين يهود، متطرقة إلى تأييد النائب جيرولد نادلر، أحد أبرز القادة اليهود في المدينة، ل «ممداني» قائلًا إنهما سيعملان معًا «لمحاربة كل تعصب وكراهية».
ولكن الصحيفة رأت أن تقدم «ممداني» يؤكد لليهود الآخرين في جميع أنحاء البلاد والذين كانوا يعانون بالفعل من مكانتهم في الحركة التقدمية أسوأ مخاوفهم بشأن اتجاه اليسار الأمريكي؛ ما أجج الشعور بأن المخاوف الملحة بشأن سلامة مجتمعهم يتم تجاهلها، على حد زعمها.
مناهضته لإسرائيل
يتجاوز دعم «ممداني» القوي للفلسطينيين وانتقاده اللاذع لإسرائيل معظمَ المؤسسات الديمقراطية، فقد قدّم عضو المجلس التشريعي مشروع قانون لإنهاء الإعفاء الضريبي للجمعيات الخيرية في نيويورك المرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، حسبما ذكرت BBC.
وصرّح بأنه يعتقد أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وأنها دولة فصل عنصري، ويجب اعتقال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال.
وتعرّض «ممداني» لضغوط صحفية عديدة في مقابلات صحفية ليُصرّح بما إذا كان يدعم حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية. وفي ردّه هذا الشهر، قال: «لا أشعر بالارتياح لدعم أي دولة تُطبّق نظام المواطنة على أساس الدين أو أي أساس آخر، أعتقد أنه كما هو الحال في هذا البلد، يجب أن تُكرّس المساواة في كل دول العالم. هذا هو اعتقادي».
وأشار «ممداني» أيضا إلى قبوله حق إسرائيل في الوجود كدولة، قائلا في برنامج «ليت شو»، الاثنين الماضي: «مثل كل الدول، أعتقد أن لها الحق في الوجود والمسؤولية أيضا في دعم القانون الدولي».
كذلك أكد عدم وجود مكان لمعاداة السامية في مدينة نيويورك، مضيفًا أنه إذا انتخب، فسوف يزيد التمويل لمكافحة جرائم الكراهية.
أبرز المعلومات عنه
من المقرر أن يصبح زهران ممداني، عضو الجمعية التشريعية بالولاية البالغ من العمر 33 عامًا، مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليحقق بذلك تاريخًا باعتباره أول مرشح مسلم، حسبما ذكرت BBC.
وبعد فرز 95% من الأصوات، يتقدم ممداني على الحاكم السابق أندرو كومو- الذي استقال من منصبه بعد اتهامات بالتحرش الجنسي في عام 2021- بنسبة 43% مقابل 36% في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، مدفوعًا بموجة من الدعم الشعبي ومنصة يسارية جريئة.
قال «ممداني» لأنصاره: «الليلة، صنعنا التاريخ، سأكون مرشحكم الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك».
وجذبت مقاطع الفيديو التي أنتجها ممداني ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي اهتمامًا واسعًا من الاستراتيجيين، حيث تحدثوا عن إمكانية أن تكون نموذجًا يُحتذى به للديمقراطيين القلقين من خسارتهم معركة كسب أصوات الناخبين الشباب على الإنترنت.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، وُلِد ممداني في كامبالا، أوغندا، وانتقل مع عائلته إلى نيويورك في سن السابعة.
- التحق بمدرسة برونكس الثانوية للعلوم.
- حصل على شهادة في الدراسات الأفريقية من كلية بودوينز.
- شارك في تأسيس فرع منظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» في الحرم الجامعي.
- تزوج ممداني الفنانة السورية راما دوجي، البالغة من العمر 27 عامًا والمقيمة في بروكلين.
- والدته، ميرا ناير، مخرجة أفلام مشهورة، ووالده، البروفيسور محمود ممداني، يُدرّس في جامعة كولومبيا، ووالداه خريجا جامعة هارفارد.
- عمل مستشارًا للإسكان، حيث ساعد أصحاب المنازل ذوي الدخل المنخفض في كوينز في مقاومة الإخلاء.
- جعل إيمانه الإسلامي جزءًا لا يتجزأ من حملته الانتخابية، فقد زار المساجد بانتظام.