تصدر الهجوم الإيراني على قاعدة «العُديد» الأمريكية في دولة قطر، افتتاحيات الصحف الغربية، ومن خلال هذا التقرير نستعرض في جولة عرض الصحف للضربة الإيرانية، اليوم الثلاثاء، حيث تعد من أبرز هذه الافتتاحيات التي تصف الضربة ب«التمثيلية لحفظ ماء الوجه». ونبدأ بافتتاحية «وول ستريت جورنال» الأمريكية، المعنونة ب «ترامب وحرب ال 12 يومًا»، حيث يصور المقال في الصحيفة، الهجوم الإيراني على القاعدة الأمريكية الأكبر في المنطقة، ك«مسرحية استعراضية فارسية»، يهدف منها النظام الإيراني إلى حفظ ماء الوجه دون الدخول في مواجهة حقيقية، مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرة إلى أن الهجوم لم يحقق أهدافه فقد «تم إخلاء القاعدة مسبقًا، وتم اعتراض الصواريخ دون إصابات»، إضافة إلى عدم وجود رغبة لدى إيران بالقتال. وتقول الصحيفة إنه بفضل استهداف إسرائيل لمنصات الصواريخ الإيرانية فإن «وابل الصواريخ الإيرانية تتقلص يومًا بعد يوم». وأشارت المقال الافتتاحي للصحيفة إلى أن ضرب إسرائيل لسجن إيفين، ووحدات تابعة للحرس الثوري، وتقول «وفي غضون 12 يومًا كانت إنجازات الحرب هائلة لإسرائيل والولاياتالمتحدة». وأضافت أنه إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر الثلاثاء، أن إيران وإسرائيل، اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل وتام في غضون 24 ساعة، لا يعني سوى أن إيران استسلمت، وحتى في غضون 12 يوماً فقط، كانت إنجازات الحرب هائلة لإسرائيل والولاياتالمتحدة«. وتعتبر الصحيفة أن «وقف إطلاق النار وخطه»حرب ال 12 يومًا«بالنسبة لترامب، هما وسيلة لطمأنة اليمين الانعزالي بأن هذا لن يكون هناك عراق أو أفغانستان أخرى». وتحذر الصحيفة في افتتاحيتها الولاياتالمتحدة وإسرائيل من التراخي بعد وقف إطلاق النار، لأن السماح لإيران بالتقاط أنفاسها وإعادة بناء قدراتها سيُضيع ما تحقق من مكاسب. الشرق الأوسط عالقًا في حلقة مفرغة من العنف ننتقل إلى افتتاحية صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية، في مقالها المعنون «جهود حاسمة لازمة لإعادة السلام بعدما دُمرت المفاوضات بضربات قاصمة». وانتقدت الصحيفة في مستهل افتتاحيتها، «العمليات العسكرية الأحادية، من قبل الولاياتالمتحدة، معتبرة أنها لم تحقق يومًا سلامًا، مؤكدة أن بقاء الشرق الأوسط عالقًا في حلقة مفرغة من العنف لا ينفصل عن هوس الولاياتالمتحدة باستغلال مزاياها العسكرية لإحداث التغييرات المنشودة في المنطقة». وشددت على أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها ووكلاءها الإقليميين، يهدمون جهود المجتمع الدولي الدبلوماسية والسياسية لحل النزاعات، مقابل تسويتها على أساس «القوة تصنع الحق». ورأت أن واشنطن تسعى للحفاظ على فوضى طويلة الأمد في الشرق الأوسط من خلال استخدامها القوة، كهدف جيو استراتيجي لها. وقالت إن شرق أوسط موحد، يحتل موقعًا محوريًا على الخريطة الاقتصادية والسياسية العالمية بفضل موارده وموقعه الاستراتيجي، سيكون قوة مهمة أخرى تعزز التعددية وعالماً متعدد الأقطاب، وهو أمر لا يروق لنظرة واشنطن الاستثنائية للعالم. «أزمة إيران تضع علاقاتنا الخاصة على المحك» ونختتم جولتنا مع افتتاحية صحيفة «التايمز» البريطانية، في مقال بعنوان «أزمة إيران تضع علاقاتنا الخاصة على المحك». انتقدت الصحيفة البريطانية التقييم الخاطئ لرئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، حول نية الولاياتالمتحدة التدخل عسكريًا في إيران. مشيرة إلى أن ستارمر سرعان ما أعلن بثقة أن «ترامب» ليس على وشك التدخل عسكريًا في إيران، لكن سرعان ما اتضح، أن هذا التقييم خاطئ. وذكرت الصحيفة أن بريطانيا لم تعد الحليف الوثيق للولايات المتحدة كما كانت في السابق، خاصة في ظل تحذيرات، المدعي العام البريطاني، اللورد هيرمر، من أن دعم التحرك الأمريكي قد يُعد خرقًا للقانون الدولي، الأمر الذي أثار شكوك الإدارة الأمريكية بشأن موقف بريطانيا، حيث لم يقدم وزير الخارجية دعمًا واضحًا، ورفض التأكيد على أن الضربة الأمريكية كانت قانونية. واعتقدت الصحيفة أن الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العُديد، «كان مجرد تمثيلية لحفظ ماء الوجه لإيران».