وصفت الأممالمتحدة الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بأنها «تصعيد خطير في منطقة هي أصلا على حافة الهاوية وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين»، فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في الشرق الأوسط، مضيفة أنه يجب ألا تملك إيران أسلحة نووية تحت أي ظرف من الظروف. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلق بالغ إزاء استخدام الولاياتالمتحدة للقوة ضد إيران، واصفا هذه الخطوة بأنها «تصعيد خطير في منطقة هي أصلا على حافة الهاوية وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين». وحذر الأمين العام - في بيان- من خطر متزايد بأن يخرج هذا الصراع عن نطاق السيطرة بسرعة – مع عواقب كارثية على المدنيين والمنطقة والعالم. ودعا «جوتيريش» الدول الأعضاء إلى خفض التصعيد والالتزام بتعهداتها بموجب ميثاق الأممالمتحدة والقواعد الأخرى للقانون الدولي. وأضاف: «في هذه اللحظة الحرجة، من الأهمية بمكان تجنب دوامة الفوضى. لا يوجد حل عسكري. الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للمضي قدما. السلام هو الأمل الوحيد». في سياق متصل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم الأحد، إن طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في الشرق الأوسط. وكتبت «فون دير لاين» عبر منصة «إكس»: «يجب ألا تملك إيران قنبلة نووية أبدا». وأضافت: «مع بلوغ التوتر في الشرق الأوسط ذروته، يجب أن يكون الاستقرار هو الأولوية. واحترام القانون الدولي أمر بالغ الأهمية»، وقالت: «الآن هو الوقت المناسب لانخراط إيران في حل دبلوماسي ذي مصداقية. طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة». في السياق ذاته، حثت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات. وقالت «كالاس» في تدوينة عبر منصة «إكس»: «يجب ألا يُسمح لإيران بتطوير سلاح نووي». وأضافت: «أحث جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات ومنع المزيد من التصعيد»، مشيرة إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون الوضع، غدا الاثنين. ودعا المستشار الألماني، فريدريش ميترس، لعودة سريعة إلى المسار الدبلوماسي بعد الضربات الأمريكية. وقال المتحدث باسم المستشار، شتيفان كورنيليوس، إن على إيران «أن تجري فورا مفاوضات مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل وأن تجد حلا دبلوماسيا للنزاع»، معبرا عن اعتقاد الحكومة الألمانية بأن «أجزاء كبيرة من البرنامج النووي الإيراني تضررت جراء الضربات». وحث رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات مؤكدا أن الأولوية لا تزال لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وقال «ستارمر» في بيان صادر عن الحكومة في لندن:، «يُشكل البرنامج النووي الإيراني تهديدا خطيرا للأمن الدولي.. لا يُمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، واتخذت الولاياتالمتحدة إجراء للحد من هذا التهديد». في غضون ذلك، قال وزير التجارة البريطاني، جوناثان رينولدز، إن بلاده لم تشارك في الهجمات الأمريكية على إيران، ولم تتلق طلبا لاستخدام قاعدتها في دييجو جارسيا، لكنها أُبلغت مسبقا بشأن الهجوم. وأضاف «رينولدز» لشبكة «سكاي نيوز»، أن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، يجرى محادثات مع «حلفاء». في المقابل، أدانت كل من تشيلي وفنزويلا وكولومبيا وكوبا، الضربات الأمريكية. وقال رئيس تشيلي، جابرييل بوريك، في تدوينة عبر منصة «إكس»، إن بلاده تدين بشدة الهجوم الأمريكي على إيران. وفي بيان نشرته وزارة الخارجية الفنزويلية على موقعها الإلكتروني، وصفت الهجمات بأنها «انتهاك واضح وغير قانوني» لمبادئ سيادة الدول والقانون الدولي. وأضاف البيان: «قصف المنشآت النووية، بما يحمله من مخاطر جسيمة على الأرواح البشرية والتوازن البيئي في المنطقة، يعد تصعيدا بالغ الخطورة يهدد الاستقرار العالمي، وقد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة. إنه تهديد مباشر للسلام الدولي». وعبرت وزارة الخارجية الكولومبية، في بيان لها عن «قلق عميق» إزاء التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، ودعت جميع الأطراف إلى العودة للمفاوضات. وقالت: «ترفض كولومبيا استخدام القوة الأحادية، خصوصا حين تنتهك المبادئ الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة، وتهدد السلام والاستقرار الدوليين». من جهته، عبر الرئيس الكوبي، ميجيل دياز كانيل، عن استنكاره للهجوم، محذرا من أن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط «خطير للغاية». إلى ذلك، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بدأ حربا أمريكية جديدة بمهاجمة إيران. وكتب «ميدفيديف» عبر تليجرام: «ترامب، الذي جاء رئيسا صانعا للسلام، بدأ حربا أمريكية جديدة».