استضافت مدينة مانشستر الإنجليزية منذ أيام مباراة كرة قدم لا تشبه كل تلك المباريات المقامة فى المونديال الأمريكى الحالى للأندية.. ورغم أنها كانت مثل مباريات المونديال تخضع وتلتزم بقوانين كرة القدم ولا تخلو من النجوم حتى إن كبروا فى السن.. لكنها لا تقام من أجل فوز أو ربح كروى أو مالى أو استعراض للقوة والقدرة.. إنما أقيمت لجمع أموال لمصلحة اليونيسيف والمساعدة فى مكافحة الجوع وتوفير اللقاحات الضرورية للأطفال الفقراء فى كثير من بلدان العالم. وأقيمت هذه المباراة أيضا حتى لا ينسى كثيرون الشكل الجميل والرسالة الإنسانية لكرة القدم بعدما أصبحت اللعبة الأولى للعالم.. لعبة يريدها البعض سلاحا للحرب فتبقى رغم ذلك ساحة للحب ولا تزال تقاوم من يريدونها قنبلة للكراهية والتعصب والعنف والدم.. وكانت الفكرة قد بدأت فى 2006 حين التقى ثلاثة إنجليز.. المطرب الشهير روبى ويليامز والنجم التليفزيونى جوناثان ويلكس والنجم الكروى بول جاسكوين. مع أحد أساطير كرة القدم الأرجنتينى دييجو مارادونا.. واتفق الأربعة على إقامة مباراة خيرية كل سنة يخصص دخلها لمصلحة اليونيسيف وأطفال العالم الذين يحتاجون غذاء ودواء وحياة.. ولأن الأربعة كانوا وقتها لا يريدون مجدا شخصيا يرتبط بأسمائهم إنما كانوا صادقين فى حبهم وإنسانيتهم وتعاطفهم مع الأطفال الفقراء.. فقد عاشت الفكرة واستمرت حتى رغم غياب من بدأوها.. وظلت هذه المباراة تقام كل سنة بين منتخب الإنجليز ومنتخب العالم ونجحت فى جمع الملايين كل سنة لمصلحة اليونيسيف.. وتقرر أن تقام مباراة العام الحالى بين نفس المنتخبين. وشارك فيها نجوم قدامى منهم كارلوس تيفيز وواين رونى وتونى دوجان وجيرمين ديفو.. ولعب معهم المطرب الإنجليزى الكبير زهير حسن الذى اشتهر باسم بيج زو.. ورغم النجاح والشهرة الكبيرة لم ينس بيج زو أنه كان طفلا إنجليزيا لأب لبنانى وأم من سيراليون وكبر وهو يعرف أن هناك أطفالا كثيرين يحتاجون لمزيد من الرعاية والمال.. ولعب أيضا مطربون ونجوم آخرون أرادوا أن يكون لهم دور فى جمع الأموال لمصلحة الأطفال. ولم يكتف المذيع الإنجليزى فى الراديو والتليفزيون سام تومسون بهذه المباراة إنما قرر أن ينقل كرة مباراة العام الماضى فى لندن ويسافر بها أكثر من 400 كيلومتر فوق دراجة إلى مانشستر، حيث مباراة هذا العام لجمع تبرعات طيلة هذه الرحلة.. وبالفعل جمع تومسون أكثر من 2 مليون جنيه إسترلينى تمت إضافتها لدخل المباراة نفسها الذى كان أكثر من 15 مليون جنيه إسترلينى.. وفى تلك المباراة فاز منتخب العالم بخمسة أهداف مقابل أربعة للمنتخب الإنجليزى.. لكن اليونيسيف والأطفال الفقراء كانوا هم الفائزون الحقيقيون فى النهاية.