«عدم الوثوق ب إسرائيل».. كيف أجهض غداء ترامب خطة ضرب إيران؟ (تفاصيل)

في خضم التأرجح الأمريكي حول توجيه ضربة عسكرية لإيران لإنقاذ حليفتها إسرائيل من فخ أوقعت نفسها فيه، خرج كبير الاستراتيجيين السابق للرئيس ترامب «ستيف بانون»، نجم حركة «نجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» (ماجا)، ليكشف تفاصيل جديدة في الخطة الأمريكية المرتقبة كلاعب محوري في توجيه قرار ترامب بشأن طهران، ليصبح صوته حاسمًا في لحظة فارقة.
مشهد ما قبل الغداء.. ترامب يمهد لضربة نووية
حسب شبكة ABC، كان ترامب قد أعطى الضوء الأخضر لخطة جريئة تهدف إلى استهداف منشأة نووية إيرانية قبل لقائه ب«بانون»، فقد بدأت الاستعدادات العسكرية بإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين وعائلاتهم من إسرائيل، فيما تحركت الطائرات والسفن الحربية نحو المنطقة.
وكانت حاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز»، القادرة على حمل 60 مقاتلة، في طريقها إلى الشرق الأوسط برفقة سفن داعمة، معلنة عن نوايا وشيكة.
وخزة قد تشعل الحرب.. المخاطر المحيطة بالضربة
في غرفة العمليات، تلقى ترامب تحذيرات من مغبة استهداف منشأة «فوردو» النووية الإيرانية.
القنبلة الخارقة للتحصينات، المعروفة ب«القنبلة الخارقة للذخائر الهائلة»، التي يُعتقد أنها قادرة على اختراق 200 قدم من الأرض الصلبة، لم تُختبر في سيناريوهات حقيقية.
ومع غموض طبيعة التحصينات في «فوردو»، حذر الخبراء من أن الضربة قد تكون بمثابة «وخز عش الدبابير»، محفوفة بالمخاطر دون ضمان التدمير الكامل.
بانون يُحبط الخطة.. لماذا لا يُوثق بإسرائيل؟
خلال مكالمة هاتفية سابقة للغداء، أبدى بانون، أحد أبرز وجوه «ماجا»، تحفظاته على الخطة.
وفي لقاء ستيف بانون مع ترامب، جاء مسلحًا بحجج قوية: «عدم الثقة بمعلومات المخابرات الإسرائيلية، شكوك حول فعالية القنبلة الخارقة، والمخاطر التي تهدد القوات الأمريكية، خاصة 2500 جندي في العراق، في حال ردت إيران».
هذه النقاط ألقت بظلالها على قرار ترامب، الذي كان قد أجّل الضربة قبل الغداء، وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض.
إعلان التأجيل.. ترامب يتراجع ونتنياهو في المقدمة
بعد الغداء، أبلغت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت الصحفيين أن ترامب سيحدد مصير الضربة خلال أسبوعين.
لكن تدخل بانون، رغم عدم شغله منصبًا رسميًا في الجيش أو الخارجية، كان لافتًا، حيث رفض التعليق على اللقاء، مكتفيًا بالقول إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «إنهاء ما بدأته إسرائيل»، في إشارة إلى تحميل إسرائيل مسؤولية التصعيد.
صوت المعارضة.. بانون يقود الرفض الأمريكي
كيرت ميلز، المدير التنفيذي ل«المحافظين الأمريكيين»، أشاد بموقف بانون الرافض للعمل العسكري، مؤكدًا أن رسالته الواضحة شكلت درعًا ضد أنصار التحالف مع إسرائيل لشن الضربة.
ووصف ميلز هذا التحرك بأنه مزيج من «الطفولية والديمقراطية»، معبرًا عن استجابة البيت الأبيض لضغوط تحالفه الداخلي الذي يرفض فكرة حرب جديدة مع إيران.