قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن «سورينام»، وهى بلد على ساحل المحيط الأطلنطى، تواجه ارتفاع معدلات الانتحار بسبب المبيدات، ما يستلزم ضرورة سن تشريعات جديدة، والتوصل إلى خيارات بديلة. ولفت التقرير الذى نشرته الصحيفة تحت عنوان «قاتل فى المتناول»، مساء أمس الأول، إلى أن ظاهرة الانتحار التى فرضت نفسها على «سورينام»، تدخل قائمة التحديات الصحية والاجتماعية، خصوصًا فى المناطق الريفية. وأوضح أن استخدام المبيدات الحشرية، وعلى رأسها «الباراكوات»، إحدى الوسائل الرئيسية التى تلجأ إليها فئات واسعة، نظرًا لتوفرها وسهولة استخدامها، بينما يمثل ضررها البالغ «تهديدًا حقيقيًا» على الأرواح. وقال التقرير إن المسؤولين فى «سورينام» يواجهون مقاومة من بعض المزارعين الذين يخشون من ارتفاع التكاليف رغم الأدلة القوية على أن الحظر الشامل للمبيدات الأكثر خطورة هو «الحل الأمثل»، منبهًا إلى أن «الباراكوات» هو من «أسوأ المبيدات فتكا»، إذ لا يوجد مضادات له. وقال إن جرعة واحدة منه كافية للإصابة ب«فشل» فى وظائف الأعضاء ما يؤدى غالبا إلى الوفاة خلال ساعات أو أيام من التسمم. وأضاف التقرير أن المادة متوافرة على نطاق واسع فى المنازل والمزارع، خصوصًا فى «نكيرى» حيث تستخدم على نحو روتينى للقضاء على الأعشاب الضارة فى حقول الأرز، وغيره من الأراضى الزراعية. ونبه التقرير إلى ضرورة الحد من الاعتماد على المبيدات القاتلة، خاصة «الباراكوات»، لافتا إلى أنه «خطوة أساسية» فى تقليل حالات الانتحار. وأكد أن تحقيق هذا الهدف يحتاج «تعاونا مستمرًا» على المستويين السياسى والاجتماعى لتحقيق مستقبل «أكثر أمانا». قال تقرير «نيويورك تايمز» إن تجربة سريلانكا، التى أعلنت فى 2014 عن حظر المبيدات «الأشد سمية»، هى من «أبرز الأمثلة» على أن التشريعات «الصارمة» تسهم بشكل كبير فى خفض معدلات الانتحار.