استمرت موجة الاحتجاجات في مدينة لوس أنجلوس لليوم الثالث على التوالي، بعد أن نفذت السلطات الفيدرالية حملة واسعة اعتقلت خلالها أكثر من مئة مهاجر في الأسبوع الماضي، لتتحول المظاهرات التي بدأت كاعتراض على ممارسات الهجرة، إلى مواجهات مع الشرطة، مؤجّجةً التوتر بين البيت الأبيض وحكومة ولاية كاليفورنيا. ترامب يلوّح بالقوة ويصف المتظاهرين ب«المجرمين» صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته ضد المتظاهرين، قائلًا في تصريح أثار الجدل: «إذا بصقوا، سنضربهم»، وأكد عبر منصته «تروث سوشيال» أنه يراقب تطورات الميدان عن كثب، محذرًا سلطات المدينة من التراخي في التعامل مع ما وصفه ب«الفوضى المتعمدة». وأضاف لاحقًا: «لا تدعوا هؤلاء المجرمين يفلتون.. اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا». وفي خطوة غير معتادة، أمر ترامب بنشر 2000 عنصر من الحرس الوطني في شوارع لوس أنجلوس مساء السبت، وهو القرار الذي قوبل باعتراض رسمي من حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، الذي أعلن نيّته مقاضاة الإدارة الفيدرالية بسبب اتخاذ هذا الإجراء دون الرجوع إليه، واصفًا التصرف بأنه «تعدٍ على صلاحيات الولاية». حرية الصحافة تحت نار السلطة شهد صباح الأحد حادثًا صادمًا عندما أصيبت الصحفية الأسترالية لورين توماسي، مراسلة قناة «9News»، برصاصة مطاطية في أثناء تغطيتها المباشرة للأحداث في أحد شوارع المدينة، ما أثار ردود فعل دولية، حيث طالبت السيناتور الأسترالية سارة هانسون يونج، رئيس الوزراء بالتدخل الفوري ومطالبة الإدارة الأمريكية بتفسير عاجل، مؤكدة أن ما حدث «يُعد انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة». ماسك يعود لدعم ترامب رغم الخلاف وفي خضم الاضطرابات، أبدى إيلون ماسك، الذي شهدت علاقته بترامب توترًا في الأسابيع الأخيرة، دعمه لرد الرئيس على الاحتجاجات، حيث أعاد ماسك نشر منشورات لترامب تنتقد مسؤولي كاليفورنيا، واصفًا المظاهرات ب«أعمال شغب»، رغم أنه سبق وانتقد سياسات الإنفاق التي طرحها الرئيس ووصفها ب«البغيضة»، ما اعتبره مراقبون أن الملياردير الأمريكي يحاول إعادة بناء علاقته مع ترامب بعدما تدهورت، وفقًأ لشبكة «abc news». احتجاجات تتحول إلى أزمة وطنية مع تصاعد الأحداث، وصف رئيس شرطة لوس أنجلوس، جيم ماكدونيل، الوضع بأنه «خرج عن السيطرة»، وألمح إلى احتمال الحاجة لتدخل أكبر من الحرس الوطني إذا استمرت أعمال العنف، مضيفًا أنه لا بد من تقييم جديد للوضع مع استمرار الضغط الفيدرالي للمواجهة دون تهاون. فيما عرض مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة تصل إلى 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى مشتبه به قام بإلقاء الحجارة على مركبات الشرطة، ما أسفر عن إصابة أحد الضباط بجروح.