«زي النهارده».. وفاة مكرم عبيد 5 يونيو 1961

كان مكرم عبيد أحد الخطباء المفوهين لثورة 1919 وتظل شخصيته وسيرته أبرز النماذج الدالة على وحدة مصر الوطنية، كما تظل مقولته الشهيرة «مصر ليس وطنًا نعيش فيه إنما هي وطن يعيش فينا»، من أشهر المقولات الوطنية وأعمقها، وقد نسبها البعض خطأ للبابا شنودة، وهو القائل أيضا: «اللهم يا رب المسلمين والنصارى اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارا، واجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين».
والتزم المناضل الكبير بهاتين المقولتين قولا وفعلا ونضالا، وكان سعد زغلول ضم مكرم إلى الوفد في 6 مايو 1921 وهناك كتاب مهم ونوعي وشامل عن مكرم عبيد بعنوان «مكرم عبيد كلمات ومواقف»، صادر عن الهيئة العامة للكتاب تأليف الدكتورة منى مكرم عبيد، والتي تمثل مصدرا أصيلا وموثوقا لسيرة الرجل كما انعكس هذا على البعد الإنسانى للكتاب والشخصية المكتوب عنها الكتاب، وكان أشبه بالبانوراما الدرامية والتاريخية والفوتوغرافية لسيرة الرجل ومحطات مسيرته النضالية الوطنية الحافلة فمثلما ضم سيرته كان مشفوعا بباقة من الصور والوثائق والخطابات النادرة.
ومما يذكر أن مكرم عبيد هو الذي قام بالدفاع عن عباس العقاد حين اتهم بالسب في الذات الملكية، كما أنه صاحب فكرة النقابات العماليةوواضع نظام التسليف العقارى الوطنى، كان مكرم عبيد يشغل موقع السكرتير العام للوفد، وكان صديق عمر للنحاس باشا، فلما وقع الخلاف بينهما أصدر الكتاب الأسود الذي اتهم فيه النحاس بالفساد فطالب نائب وفدى بفصله من البرلمان، وأصدرالنحاس الكتاب الأبيض ردًا عليه، ومما يذكرأيضا أن الدكتورة منى مكرم عبيد لديها نسخة من الكتاب الأسود، وكان مكرم عبيد حين أقصى عن الوفد أسس حزب الكتلة الوفدية.
وتقول سيرة مكرم عبيد أنه مولود في 25أكتوبر1889بقنا لعائلة من أشهر العائلات القبطية، ودرس القانون في أكسفورد،وحصل على ما يعادل الدكتوراه في 1912وفى 1913اختيرسكرتيراً خاصاًللمستشارالإنجليزى أثناء الحرب العالمية الأولى، وحين عارض المستشار الإنجليزى برونيات عارضاً لمطالب الأمة وحقوقها، كما شارك بالوزارات الثلاث التي تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر،والنقراشى،إلى أن توفى"زى النهارده" في 5 يونيو 1961.