أكدت الدكتورة منى حمدي، استشاري الصحة النفسية، أن إقدام بعض الرجال على الزواج الثاني لا يرتبط دومًا بالخيانة، أو بوجود خلل في العلاقة الزوجية الأولى، بل قد يُعزى إلى عوامل نفسية وبيولوجية معقدة، يجب فهمها بعيدًا عن الأحكام المطلقة. وأوضحت «حمدي»، خلال لقائها في برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا» على قناة CBC، أن الأبحاث العلمية كشفت عن وجود اختلافات بين الرجل والمرأة في التكوين العصبي والهرموني، لاسيما في ما يُعرف ب«نظام المكافأة» في الدماغ، الذي ينشط عند خوض تجارب جديدة كالدخول في علاقة عاطفية أو زواج ثاني. وأضافت، أن هرمون «الدوبامين»، المسؤول عن الإحساس بالمتعة، يتفاعل بشكل مختلف لدى الرجال، خاصة أولئك الذين يمتلكون نوعًا معينًا من بروتين يُعرف باسم DRD4، والذي يرتبط بالسلوكيات المتكررة والسعي نحو التغيير والتجديد. وتابعت قائلة: «بعض الرجال لديهم ميل فطري لاكتشاف الجديد، وقد يفسر هذا التوجه نحو التعدد، لكنه لا يبرر السلوك إن افتقر إلى الوعي أو المسؤولية». وشددت الاستشارية النفسية على أن هذا الميل الطبيعي لا يعفي الرجل من مسؤوليته الأخلاقية والاجتماعية تجاه زوجته الأولى، مؤكدة أن القرار في النهاية سلوك اختياري وليس مجرد غريزة. واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الوعي النفسي والاستقرار العاطفي والتفاهم داخل العلاقة الزوجية يمكن أن يحد من اندفاعات الزواج الثاني، لافتة إلى أن الحوار الصحي بين الزوجين قد يكون العامل الأساسي في تجنب قرارات عاطفية متسرعة قد تؤدي إلى التعدد أو الانفصال.