علقت بكين، اليوم الخميس، على إعلان وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الولاياتالمتحدة ستلغي تأشيرات الطلاب الصينيين، قائلة إن واشنطن استخدمت «الأيديولوجية والحقوق الوطنية ذريعة لقرارها». وقال وزير الخارجية الأمريكي، في تدوينة عبر منصة «إكس»، إن «الولاياتالمتحدة ستبدأ بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، بما في ذلك أولئك الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو الذين يدرسون في مجالات حساسة». The U.S. will begin revoking visas of Chinese students، including those with connections to the Chinese Communist Party or studying in critical fields. — Secretary Marco Rubio (@SecRubio) May 28، 2025 وفي السياق ذاته، أشار روبيو أيضا إلى أن الإدارة «ستراجع معايير منح التأشيرات لتعزيز التدقيق في كل طلبات التأشيرات المستقبلية من جمهورية الصين الشعبية وهونج كونج»، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية. في المقابل، احتجت بكين لدى واشنطن ووصفت القرار ب «غير المنطقي». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج إن «الولاياتالمتحدة ألغت بشكل غير منطقي تأشيرات طلاب صينيين بذريعة الأيديولوجيا والحقوق الوطنية» مضيفة أن «الصين تعارض هذا بشدة وقد قدمت احتجاجا لدى الولاياتالمتحدة». في سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء الماضي، تعليماتها لسفاراتها وقنصلياتها حول العالم بإيقاف تحديد المواعيد لتأشيرات الطلاب الجديدة مؤقتًا في إطار سعيها لتوسيع نطاق عملية «التدقيق على مواقع التواصل الاجتماعي» ليشمل جميع المتقدمين للحصول على تأشيرات الطلاب، وفقا لبرقية دبلوماسية موقعة من روبيو. وذكر وزير الخارجية الأمريكي في البرقية أن الوزارة ستصدر قريبا تعليمات جديدة تتعلق بآلية التحقق من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للطلاب والزائرين الأجانب المتقدمين للحصول على التأشيرات إلى حين الانتهاء من عملية المراجعة. وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، أمس الأربعاء، إن الصين تحث الولاياتالمتحدة على العمل على نحو جدي من أجل حماية الحقوق والمصالح القانونية والمشروعة لجميع الطلاب الأجانب، من بينهم الطلاب الصينيون. وجاءت تعليقات المتحدثة الصينية، ردا على استفسار بشأن إبلاغ الولاياتالمتحدة جميع سفاراتها وقنصلياتها في جميع أنحاء العالم بالتوقف عن منح أي تأشيرات للطلاب الأجانب. وأضافت أن الصين تؤمن دائما بأنه لا ينبغي تعطيل التعاون التعليمي الطبيعي والتبادلات الأكاديمية الطبيعية. ووفق صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن هذه الخطوة ستثير موجة من القلق في الجامعات الأمريكية، ومن المرجح أن تؤدي إلى ردود فعل انتقامية من الصين، موطن ثاني أكبر مجموعة من الطلاب الدوليين في الولاياتالمتحدة. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي ألغت فيه إدارة ترامب عشرات التأشيرات الطلابية، وسعت إلى منع الطلاب الأجانب من الدراسة في جامعة هارفارد. يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جدد، يوم الأحد الماضي، تأييده لقرار إدارته منع الطلاب الأجانب من الالتحاق بجامعة هارفارد، في خطوة وصفتها الجامعة العريقة بأنها «غير دستورية»، بينما أوقفت قاضية تنفيذ القرار مؤقتا. وعبر منصته «تروث سوشيال»، انتقد «ترامب» الجامعة متسائلا: «لم لا تقول جامعة هارفارد إن نحو 31% من طلابها يأتون من دول أجنبية، فيما هذه الدول، وبعضها ليس صديقة للولايات المتحدة على الإطلاق، لا تدفع شيئا مقابل تعليم طلابها، ولا تنوي أن تفعل ذلك». وأضاف: «نريد أن نعرف من هم هؤلاء الطلاب الدوليون، وهو طلب معقول بما أننا نعطي هارفارد مليارات الدولارات، لكن هارفارد ليست شفافة تماما»، مطالبا الجامعة بأن «تكف عن طلب» التمويل من الحكومة الفيدرالية. في حين، أعلنت وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، يوم الخميس الماضي، إلغاء الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب في جامعة هارفارد. وفي خضم النزاع المتصاعد بين البيت الأبيض والجامعة المرموقة، علقت القاضية أليسون باروز، بولاية ماساتشوستس، يوم الجمعة الماضي، قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب منع جامعة هارفارد من تسجيل طلاب أجانب، بعد أن رفعت الجامعة دعوى قضائية في وقت مبكر من صباح اليوم نفسه.