حضر المستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي اجتماع رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي مع لي شولي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية، أمين الأمانة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والوفد المرافق له، وذلك بحضور الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، ولياو ليتشيانغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مصر، والسفير أحمد شاهين، مُساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية وشئون استراليا ونيوزيلندا وجزر المحيط الهادئ. في مستهل الاجتماع، رحب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بلي شولي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية، وأمين الأمانة العامة ورئيس دائرة الإعلام بالحزب الشيوعي الصيني، والوفد المرافق له، معربًا عن سعادته البالغة بهذه الزيارة التي تعكس عمق العلاقات الممتدة بين مصر والصين، خاصة في ظل مرور عشرة أعوام على رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة شهدت خلالها مجالات التعاون تطورًا ملحوظًا. وأكد رئيس الوزراء تطلع الحكومة المصرية للزيارة المرتقبة للرئيس الصيني إلى القاهرة، والتي تمثل دفعة قوية لتعزيز العلاقات بين البلدين والانطلاق بها نحو آفاق أرحب، مشيرًا إلى أهمية المرحلة الحالية في تعميق الشراكة بين الجانبين بما يدعم جهود التنمية والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي. وأشاد «مدبولي» بالموقف الصيني الداعم لمصر في المحافل الدولية خلال السنوات العشر الماضية، مؤكدًا استمرار دعم مصر الكامل لمبدأ "الصين الواحدة"، وتقديرها لثبات الصين على مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها. كما أعرب رئيس الوزراء عن أمله في أن توجه الصين جزءًا من حزمة الاستثمارات التي أعلن عنها الرئيس الصيني لأفريقيا، والتي تبلغ 52 مليار دولار، إلى مصر، مؤكدًا أن السوق المصري يتمتع بفرص واعدة ومقومات جاذبة للاستثمار. وفي سياق متصل، نوه رئيس الوزراء إلى الدور الحيوي الذي تقوم به الشركات الصينية في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى بمصر، من بينها مشروع القطار الكهربائي السريع، وتطوير الموانئ، ومنطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لافتًا إلى رغبة الحكومة في جذب المزيد من الاستثمارات الصينية وتعزيز التعاون في مجالات نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعات. وأضاف «مدبولي»: "نتطلع إلى دعم الجانب الصيني لتوسيع نطاق المشروعات الصناعية المشتركة، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتشجيع نقل الصناعات الحيوية مثل السيارات الكهربائية والهواتف المحمولة، في ضوء النجاحات التي تحققت في منطقة تيدا الصناعية، بما يسهم في تعميق التصنيع المحلي ويعزز من تنافسية الصادرات المصرية". كما أكد رئيس الوزراء أهمية تعزيز التعاون بين مصر والصين في قطاع السياحة، لافتًا إلى إدراج الصين ضمن قائمة الدول التي يحصل مواطنوها على تأشيرة فورية عند الوصول للمطارات المصرية، وهو ما يعكس حرص الدولة على تنشيط السياحة الوافدة من الصين. وفي ختام كلمته، أعرب رئيس الوزراء عن تطلعه إلى أن تُسهم قمة "البريكس" المقبلة في البرازيل في تعزيز التعاون المشترك بين دول التجمع، ومن بينها مصر والصين. من جانبه، أعرب لي شولي عن شكره لرئيس الوزراء على حفاوة الاستقبال، ناقلًا تحيات رئيس وزراء الصين إلى الدكتور مصطفى مدبولي، ومؤكدًا أن زيارته لمصر تهدف إلى تعزيز التنسيق وتبادل وجهات النظر حول عدد من الملفات المهمة. وأشاد المسؤول الصيني بالإنجازات التنموية التي حققتها مصر خلال السنوات الأخيرة، موضحًا أن زيارته الحالية كشفت له عن حجم التغيير الإيجابي الذي شهدته القاهرة والإسكندرية مقارنة بزيارته السابقة قبل نحو عشرين عامًا. وأكد "شولي" أن العلاقات بين مصر والصين تتمتع بجذور حضارية عميقة، وأن البلدين يشتركان في تاريخ طويل من التعاون والاحترام المتبادل، مشددًا على التزام الصين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وفي الإطار الاقتصادي، أشار إلى وجود رغبة متزايدة لدى المستثمرين الصينيين في دخول السوق المصري، وأبدى اهتمام بلاده بتوسيع مجالات التعاون ليشمل قطاعات السياحة والثقافة والإعلام، مؤكدًا عزمه على تشجيع وسائل الإعلام الصينية لنشر محتوى ثقافي عن الحضارة المصرية، بما يعزز من تدفق السياح الصينيين إلى مصر. كما أعرب عن تطلع بلاده إلى التعاون مع مصر في مجال حماية وصون التراث الثقافي والآثار التاريخية، مشيدًا بما لمسه من اهتمام مصري بالحفاظ على الهوية المعمارية للمباني التراثية، واصفًا ذلك بأنه "محل تقدير وإعجاب بالغ"