أكد أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أنه بعد سنوات قليلة من تأسيس الجامعة العربية، انفجرت مأساة فلسطين، ولا يزال جرحها النازف هو الأقسى على العرب، ولا تزال قضيتها العادلة هي قضية العرب، قائلا «إن حرب الإبادة التي يباشرها متطرفو اليمين الإسرائيلي في محاولة لفرض السيطرة على فلسطين بكاملها وطرد سكانها خارجها هي عار عليهم وعلى العالم الصامت، وعار أن تباشر دولة التطهير العرقي في هذا الزمان ويصمت العالم وأن يصبح القتل اليومي للنساء والأطفال والمدنيين أمرا طبيعيا يمر مرور الكرام». وأضاف «أبوالغيط»، خلال كلمته في الدورة العادية ال34 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، أن «سياسة إسرائيل المتهورة والعدوانية في فلسطين وسوريا ولبنان سوف تُدخل المنطقة كلها في حلقات لا تنتهي من المواجهة، فهي سياسة تهدف إلى تصعيد التوترات على كل الجبهات، وتعطي لإسرائيل حق إشعال النيران في كل مكان، والغرض هو التوسع تحت ذريعة الأمن، والتمدد تحت حجة إقامة المناطق العازلة، وهي سياسة نرفضها وندينها بأشد العبارات، ونسجل خطورتها الشديدة على استقرار تلك المنطقة وأمنها». وأوضح أن «الجامعة العربية واكبت قضية فلسطين منذ منشئها، وستظل قضية شعب فلسطين وحقه العادل في دولة مستقلة على ما تبقى من الأرض 22% من مساحة فلسطين التاريخية هي قضية رئيسية لهذه الجامعة حتى تتجسد الدولة الفلسطينية واقعيا وعمليا». وأعرب أمين عام الجامعة العربية عن شكره للجهود القيمة التي بذلتها وتبذلها مصر وقطر للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، متمنيا التوفيق لتلك الجهود، كما أعرب عن شكره للمملكة العربية السعودية على قيادتها الفاعلة للجنة العربية الإسلامية لوقف الحرب في غزة، متمنيا لها التوفيق في قيادة مؤتمر الأممالمتحدة للسلام في نيويورك الشهر القادم. وأكد «أبوالغيط» أن «الجامعة العربية تستقبل عقدها التاسع في ثقة بأن المسيرة سوف تستمر، مسيرة الجميع معا، وأن نحمل آمالنا المشتركة ونضمد جراحنا النازفة، ونتساند على بعضنا البعض، متطلعين إلى يوم قريب يشغل فيه عالمنا العربي مكانته المستحقة بين الأمم، عارفين بأن الإصلاح طريق لا ينتهي، ومصدقين لقوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم».