في ظل ما أثاره إهداء دولة قطر إلى الرئيس الامريكي دونالد ترامب، طائرة فاخرة تبلغ قيمتها 400 مليون دولار أمريكي، استشهدت شبكة ال«CNN» الأمريكية بواقعتين مماثلتين. وقالت الشبكة الأمريكية، عندما حاول ملوك إهداء الرئيس الثامن للولايات المتحدة، مارتن فان بورين هدايا سخية، فعل ما يتطلبه الدستور، موضحة أن سلطان المغرب، عبدالرحمن بن هشام، أهدى «أسدين» لفان بورين في القنصلية الأمريكية في طنجة المغربية عام 1839. كذلك حاول سلطان مسقط وعمان إهداءه «خيولًا ولآلئ وأشياء أخرى ذات قيمة» تم تسليمها له على متن سفن عام 1840. ونوهت الشبكة الأمريكية، أن الكونجرس أخبر فان بورين، أن تلك الهدايا لم تكن مقبولة، فذهبت الأسود إلى حديقة حيوانات وبيعت الخيول، فيما توجد لآلئ فان بورين في متحف «سميثسونيان». في المقابل، يرغب الرئيس دونالد ترامب بشدة في قبول طائرة بوينغ 747 الفاخرة التي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار من العائلة المالكة في قطر لاستخدامها كطائرة الرئاسة، بحسب ال«CNN». وقال ترامب ووزارة العدل أن الطائرة التي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار، بعد التبرع بها لوزارة الدفاع، سيجري تعديلها لاستخدامها كطائرة رئاسية خلال الفترة المتبقية من ولايته. ولم تُصدر الإدارة تقديراتها لتكلفة تعديل الطائرة. ماذا يقول القانون الأمريكي؟ ومن الناحية القانونية، إذا كان ترامب سيقبل طائرة فاخرة، فيبدو أن ذلك ينتهك بند المكافآت في الدستور، الذي ينص بوضوح على أنه يجب على الرئيس أن يطلب الإذن من الكونجرس. ومن الناحية الأخلاقية، قالت جيسيكا تيليبمان، الأستاذة في كلية الحقوق بجامعة «جورج واشنطن»، :«هناك سبب وراء قيام الرؤساء السابقين إما بتجريدهم من تلك المصالح أو وضعهم في صندوق ائتمان أعمى، لأن ذلك يخلق مخاوف من أن الرئيس قد يتصرف من أجل مصلحته الخاصة على حساب المصلحة العامة». يشار إلى أن صندوق الائتمان الأعمى هو صندوق استئماني يُنشأ لمنح كطرفٍ ثالث، سيطرةً كاملةً على أصوله واستثماراته، وبمجرد إنشاء الصندوق، لا يتحكم المُنشئ ولا المستفيد في كيفية إدارة الصندوق أو كيفية إنفاق إيراداته. ووفقًا ل جاريت جراف، المؤرخ الرئاسي، من الصعب تصديق أن جهاز الخدمة السرية قد يثق في طائرة تستخدمها حكومة أجنبية.