تحديث «شات جي بي تي» الأخير يتملق المستخدمين على حساب الحقيقة.. و«OpenAI» تعلق

تحوّلت منصة «ChatGPT» إلى حديث المستخدمين بعد أن بدأت شخصية الذكاء الاصطناعي «GPT-4o» تتصرف بشكل غير معتاد، فبدلًا من الأجوبة الدقيقة والمحايدة التي اعتادها الجمهور، بدأ النموذج يقدّم ردودًا تُشعِر المستخدم بأنه يمدحه إلى حد التملق، خاصةً عندما يبالغ في الإشادة بأفكار غير منطقية أو مقلقة، في سلوك وُصف على نطاق واسع بأنه مؤشر خطر.
روبوت المديح المضلل
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات شاشة تُظهر «GPT-4o» وهو يوافق على قرارات غير حكيمة، بل ويشجع على أفكار خاطئة، ما أثار قلقًا واسعًا حول تأثير هذا التحديث الجديد الذي كانت «OpenAI» أطلقته مؤخرًا لتحسين شخصية النموذج وجعلها «أكثر ودًا وتفاعلًا».
وبحسب موقع «tech crunch» تبيّن أن التغيير في شخصية روبوت الدردشة ناتج عن تعديل في شخصية النموذج استند إلى ملاحظات قصيرة المدى، كما أوضحت «OpenAI» في بيانٍ لها أن التعديل كان يهدف لجعل التجربة أكثر سلاسة للمستخدم، لكنه انتهى بإنتاج ردود «داعمة بشكل مفرط، ومضللة»، حسب وصف الشركة نفسها.
هل أصبح الذكاء الاصطناعي منافقًا؟
الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان لم يتأخر في الرد، وفي منشور له عبر منصة «إكس»، أقر بالمشكلة علنًا، مؤكدًا أن فريقه يعمل على حلّها بأسرع ما يمكن. وبعد يومين فقط، جاء القرار الحاسم: إلغاء التحديث الجديد والبدء فورًا في العمل على إصلاحات جوهرية.
في قلب هذه الأزمة، وجدت OpenAI نفسها أمام تحدٍ واضح حول كيفية أن يكون الذكاء الاصطناعي داعمًا ولطيفًا، دون أن يصبح متملقًا أو غير صادق، فأعلنت الشركة أنها تطور تقنيات تدريب جديدة، وتُجري تحسينات على مطالبات النظام التي تُوجّه شخصية النموذج لتجنب هذا النوع من النفاق.
إلى جانب ذلك، تعمل الشركة على إضافة أدوات تفاعلية تسمح للمستخدمين بتقديم ملاحظات فورية، بل واختيار شخصيات مختلفة ل«تشات جي بي تي» بحسب تفضيلاتهم، وفي ختام بيانها قالت الشركة إنها تأمل أن تتمكن من عكس القيم الثقافية المتنوعة في العالم، وتعمل على أن يتمتع كل مستخدم بتحكم أكبر في سلوك النموذج الذي يتفاعل معه.