وصف جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين، الوضع في قطاع غزة، قائلا إن «الأيام المقبلة ستكون حرجة في غزة.. من لا يُقتلون بالقنابل والرصاص، يموتون ببطء». ودعا إلى رفع الإغلاق المفروض على دخول المساعدات والإمدادات، واستئناف وقف إطلاق النار. وقال «ويتال» خلال حديثه مع مجموعة من الصحفيين، مساء السبت، في مدينة غزة، شمال القطاع، إن الوكالات الإنسانية تواصل- على الرغم من التحديات- العمل أينما استطاعت لتلبية الاحتياجات. وأشار المسؤول الأممي إلى نفاد الإمدادات وتقلص قدرة منظمات الإغاثة على العمل في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء غزة، معبرًا عن أمله في تحقيق المساءلة بدلا من انتظار حكم التاريخ على «أولئك الذين لم يفعلوا شيئا في مواجهة ما نراه اليوم في غزة»، وفقا لموقع أخبار الأممالمتحدة. ونشر الموقع ما وصفه بأنه شهادة ويتال، بكلماته، حول الوضع في قطاع غزة، وقال: «اسمي جوناثان ويتال، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينيةالمحتلة.. الأيام المقبلة في غزة ستكون حرجة.. لا ينجو الناس في غزة، من لا يُقتلون بالقنابل والرصاص يموتون ببطء». وأضاف أن الناس هنا يتعرضون للاختناق. وما نراه من حولنا هو معاناة لا نهاية لها مع استمرار الإغلاق الكامل والتام منذ ما يقرب من شهرين في ظل اشتداد الغارات الجوية والعمليات البرية وأوامر النزوح التي تدفع الناس إلى مغادرة ديارهم. وتابع: «نعلم أن المستشفيات مكتظة، لكن الإمدادات اللازمة لتوفير العلاج آخذة في النفاد. ونعلم أن الناس يعانون من الجوع وأن معدلات سوء التغذية آخذة في الارتفاع، لكن مستودعاتنا فارغة، ومخابزنا تغلق أبوابها، وقريبا ستُضطر مطابخنا المجتمعية إلى التوقف عن العمل. ونعلم أن الناس يشعرون بالعطش، لكن آبار المياه بعيدة المنال. ونعلم أن النفايات الصلبة تتراكم في شوارع غزة، لكننا لا نملك المعدات لنقلها أو مكبات النفايات التي يمكن الوصول إليها». وقال المسؤول الأممي: «نعلم أن الناس محاصرون تحت أنقاض ناجمة عن الغارات الجوية، لكننا لا نملك المعدات اللازمة لإنقاذهم أو الوقود لتشغيل الآليات الضرورية. ونعلم أن مساحة الأرض تتقلص، وأوامر النزوح تتزايد، وأن الصيادين يتعرضون لإطلاق النار في البحر، وأنه لا يوجد مكان آمن في غزة اليوم. ونعلم أيضًا أن مياه الصرف الصحي تتدفق في الشوارع، وأننا لا نملك جميع الإمدادات اللازمة لإصلاح الشبكات، ونعلم أن الأطفال بحاجة إلى التعلم، ولكن المدارس مدمرة أو لا يمكن الوصول إليها، وليس لدينا مستلزمات تعليمية متاحة. وترتفع أسعار السلع المتبقية في جميع أنحاء غزة، ولكن لا توجد سيولة نقدية. ونعلم أنه لا يوجد غاز للطهي أو وقود، وأن الناس يحرقون القمامة لتوليد بعض الطاقة. ونعلم أن أونروا لا يمكن الاستغناء عنها، ولكنها تتعرض لضغوط غير مسبوقة». وأضاف ويتال: «نعلم أن الناس يعيشون فوق الأنقاض، ولكن ليس لدينا مزيد من الخيام أو مواد إيواء لتوفيرها لهم. ونعلم أن هذا لا يتعلق فقط بالاحتياجات الإنسانية، بل بالكرامة، وأن هناك اعتداء على كرامة الناس في غزة اليوم. ونعلم أيضا أنه يجب حماية العاملين في المجال الإنساني، والمستجيبين الأوائل، والصحفيين، مثل جميع المدنيين، ولكنهم يُقتلون في حرب يبدو أنها تُخاض بلا حدود». وواصل: «في الواقع، هذه لا تبدو وكأنها حرب. يقول لي الناس في غزة أنهم يشعرون وكأنه تفكيك متعمد للحياة الفلسطينية على مرأى من الجميع، ليشهده الجميع ويتم توثيقه كل يوم من قبلكم الصحفيين الفلسطينيين». وقال: «رأينا معكم صور جثث الأطفال التي تُرمى من مبنى إلى آخر بسبب قوة الانفجار. ورأينا مقاطع فيديو لعائلات تُحرق وهي حية. ورأينا جثث زملائنا الذين قتلوا. رأينا التدمير الكامل والتام للبنية التحتية في غزة، من حولنا في كل مكان. رأينا مرضى يتم إبعادهم من المستشفيات بعد قصفها. ونرى كل يوم أفراد الأسر والأصدقاء يُقتلون أو يُهجرون. معكم نشهد الفظائع اليومية. لا ينبغي أن يكون هذا مصطلح الفظائع اليومية». وأوضح: «بوصفنا عاملين في المجال الإنساني، يمكننا أن نرى أن المساعدات يتم تسليحها من خلال رفض دخولها. ولا يوجد أي مبرر لرفض المساعدات الإنسانية. ولا ينبغي أبدا تسليح المساعدات». وشدد قائلا: «تعتمد الأرواح على رفع الإغلاق، وعلى السماح بدخول المساعدات إلى غزة، وعلى استئناف وقف إطلاق النار، وآمل أن نرى المساءلة الحقيقية».