في الشهرين الأخيرين، تزايدت مشاعر الاستياء داخل القوات الجوية تجاه القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يعود ذلك إلى عدد المدنيين الذين قتلوا في بعض الهجمات منذ استئناف الجيش عملياته في قطاع غزة، حسبما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية، عن مصادر بارزة في جيش الاحتلال، قولها: «إليكم ما حدث خلال الشهرين الماضيين ينهي الطيارون الهجوم بعد إعطائهم تقديرات معينة للأضرار الجانبية، واحتمالية وفاة مدنيين غير مشاركين في الهجوم على الهدف العسكري ثم يفتحون هواتفهم ويكتشفون أرقامًا مختلفة تمامًا، أعلى بكثير». وأضافوا: «على سبيل المثال، أبلغ الفلسطينيون يوم السبت الماضي عن مقتل 52 شخصا في غزة حتى الساعة 7 مساء، وعندما يريدون (جنود الاحتلال) التحقيق في السبب، ويحاول سلاح الجو التحقيق بأثر رجعي، فإنهم لا يحصلون على التعاون الكافي». وأوضحت الصحيفة العبرية أنه وفقا للجيش الإسرائيلي، يعد يانيف آسور، قائد المنطقة الجنوبية وهو قائد الحملة في غزة، وقد تم منحه صلاحية تشغيل مكونات قوة الجيش، مضيفة أن القائد هو الشخصية الأكثر أهمية في هذا السياق؛ وهو الشخص الذي يستطيع، عند الموافقة على الأهداف، تحديد الشروط لمحاولة تقليل الأضرار الجانبية، أو الموافقة على الهجوم أو رفضه في الوقت الحقيقي، أثناء القتال. وأشارت إلى أن اختيار الأهداف يمكن أن يتم نتيجة لحاجة عملياتية فورية، أو من خلال معلومات استخباراتية قادمة من استخبارات القيادة، «جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي- الشاباك»، والمخابرات العسكرية بجميع أجزائها، منبهة إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية هي التي تحدد طبيعة الهجوم والتسليح، وبالطبع لن يتم قصف أي شيء دون موافقة القوات الجوية، ولكن قائد القيادة الجنوبية هو المسؤول عن الأمر نفسه؛ حيث يترأس المنتدى الذي يقر الأهداف بشكل يومي، وعادة في الليلة السابقة ليوم التنفيذ، وهو الذي يحدد أولويات الأهداف، وهو الذي يتعامل أيضًا مع أمور التسليح. ووفقا للصحيفة العبرية، وصلت التوترات إلى مستويات عالية لدرجة أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، أعطى موافقته الشخصية على كل هجوم ينفذه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة اعتبارًا من هذا الأسبوع، على حد قولها. وقال بار للطيارين: «قد لا تثقون ببعض الأشخاص في الجيش، ولكن ثقوا بي، إن الأمر لا يتعلق فقط بالقيم، بل بالاحترافية، إن أي موقف تنجم عنه أضرار جانبية تتجاوز ما هو متوقع يشكل احتمالًا خطيرًا يهدد حياة الرهائن».