ضمن مبادرة الاحتلال الإسرائيلي لتيسير «الهجرة الطوعية»، أقلعت يوم الأربعاء طائرة من مطار رامون جنوب الأراضي المحتلة، تحمل على متنها نحو 130 فلسطينيًا من القطاع، في مشهد يُعدّ جزءًا من تحوّل جديد في الصراع المحتدم بين سلطات الاحتلال والمدنيين، ليحصرهم بين اختيارين: القتل أو الهجرة من الأرض المحتلة. مغادرة تحت إشراف الاحتلال توجه معظم الفلسطينيين المغادرين لأرضهم قسرا، بحسب ما أعلنت القناة 12 الإسرائيلية، إلى فرنسا، فيما ينتظر آخرون مستقبلهم في البوسنة وتشيلي، الرحلة لم تكن سياحية بل جزء من مبادرة إسرائيلية أطلقتها الحكومة خلال الأسابيع الماضية، تهدف إلى إخلاء قطاع غزة من سكانه وسط تصعيد عسكري مستمر ومعاناة إنسانية يستحيل العيش معها. يُذكر أن وزير داخلية الاحتلال، موشيه أربيل، زار في الأول من إبريل الجاري مطار رامون للإشراف على أولى الرحلات التي أقلّت غزيين إلى «لايبزيج» في ألمانيا، برفقة دبلوماسيين ألمان، ومنذ ذلك الحين تم نقل مئات الفلسطينيين جوًا إلى دول صديقة مثل ألمانيا ورومانيا، وذلك في إطار خطة تقول إسرائيل إنها تهدف إلى منح سكان غزة «فرصة جديدة لحياة أفضل». خطة ترامب تُترجم إلى مشروع إسرائيلي وراء هذه الخطة يقف وزير دفاع الاحتلال، إسرائيل كاتس، الذي حصل في 22 مارس على موافقة المجلس الوزاري الأمني لتأسيس مديرية داخل الوزارة تُعنى بتسهيل هذه «الهجرة الطوعية»، وصرح «كاتس» بوضوح أن المبادرة تتماشى مع رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اقترح سابقًا تحويل قطاع غزة إلى منطقة تطوير عقاري ونقل سكانه البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة إلى دول أخرى، وفقًا لصحيفة «إسرائيل اليوم». وأضاف يسرائيل كاتس في مؤتمر صحفي مطلع الشهر الجاري: «نعمل بكل الوسائل لتنفيذ هذه الرؤية»، مؤكدًا أن إسرائيل مستعدة لتسهيل مغادرة أي فلسطيني من غزة يرغب في العيش في بلد آخر، طالما أنها «مغادرة طوعية، وبطريقة آمنة ومنضبطة». وبينما تروج سلطات الاحتلال للخطة كفرصة إنسانية، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «تلجراف» البريطانية أن 52% من سكان غزة، أي أكثر من 1.1 مليون شخص، قالوا إنهم سيغادرون القطاع إذا أُتيحت لهم الفرصة، سواء بشكل مؤقت أو دائم، في إشارة إلى بحثهم عن الأمان أو إلى مهربٍ من واقع لا يُطاق، أما بالنسبة لغزة، فقد تكون هذه البداية لتاريخ مختلف تمامًا.