بالتزامن مع احتفالات عيد تحرير سيناء، استضاف قصر ثقافة العريش، فعاليات ملتقى سيناء الأول لفنون البادية، الذى تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، التى بدأت فى 20 إبريل وتستمر حتى 27 من الشهر ذاته. تضمن الملتقى، عددًا من الأنشطة المتنوعة والمختلفة التى شهدت إقبالًا كبيرًا من أهالى مدينة العريش، واستضاف مسرح قصر ثقافة العريش، عروضًا مسائية لعدد من الفرق الفنية المتخصصة فى التراث الشعبى وفنون البادية، شملت فرق (العريش ومطروح والفيوم والطور والغردقة والوادى الفنون الشعبية)، وفى ساحة قصر الثقافة، نظم الملتقى معرضًا لمنتجات يدوية تراثية، بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية، منها جمعية تنمية موارد المرأة المعيلة بشمال سيناء، وجمعية التدريب المهنى والأسر المنتجة، بالإضافة إلى معرض للكتب، يضم إصدارات الهيئة، ومعرضًا للفنون التشكيلية من رسوم وتصاميم أبناء العريش، تشمل رسومًا للتعبير عن الحياة البدوية والتراث السيناوى، وصورًا أخرى تمثل احتفالات تحرير سيناء، وورش فنية مصاحبة للملتقى، مثل ورش الرسم على الخزف وتصميم وتحريك العرائس وورش للحفر على الخشب وغيرها. «المصرى اليوم»، رصدت خلال جولة موسعة، إقبال أهالى مدينة العريش على فعاليات الملتقى، إذ شارك العديد من الأطفال فى الورش الفنية، كما حضرت عدة أسر العروض الفنية المسائية، وتنطلق الفعاليات يوميًا فى ال5 مساءً وحتى التاسعة والنصف مساء، إلى جانب ورش فنية وورش للحكى تستمر بالتوازى مع الندوات العلمية والأمسيات الشعرية، علاوة على عروض فنية لفرق الفنون التراثية والشعبية القادمة من المحافظات. وتنوعت العروض بين أغانى ورقص شعبى، وتضمن حفل الافتتاح عروضًا مشتركة بين فرقتى العريش ومطروح للفنون الشعبية، كما تضمنت الأيام التالية عروضًا فردية لفرق الغردقة والوادى الجديد والطور والعريش ومطروح والفيوم للفنون الشعبية بواقع 3 عروض كل يوم، حيث قدمت فرقة بدو الفيوم التلقائية، مجموعة من الرقصات التى تعبر عن الحياة البدوية فى الفيوم، مستخدمة الإيقاعات الشعبية والأزياء التقليدية التى تمثل بيئة وادى الريان وسيوة، تدريب عادل ربيع، وقدمت فرقة مطروح للفنون الشعبية، بقيادة الفنان حسن عامر، عروضًا مستوحاة من التراث، إلى جانب استعراضات فنية تعتمد على الحركات الجماعية والإيقاع السريع الذى يعبر عن بهجة المناسبات البدوية فى مطروح، بالإضافة إلى عرض فنى لفرقة الطور التلقائية التى جسدت فى عروضها التراث السيناوى، من خلال استعراضات تمثل طقوس الزواج، وأهازيج البادية، والرقصات النسائية ذات الطابع الروحانى، فى تناغم مميز بين الحركات والأغانى التراثية الأصيلة. وقال الفنان أحمد الشافعى، المنسق العام للملتقى، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية، إن ذكرى تحرير سيناء مناسبة وطنية عظيمة نستحضر فيها تضحيات رجال القوات المسلحة، منوهًا بأن الهيئة العامة لقصور الثقافة تحتفى بهذه الذكرى العزيزة من خلال ملتقى يبرز فنون البادية المصرية الأصيلة، بمشاركة فرق (العريش، مطروح، الوادى الجديد، الغردقة، بدو الفيوم التلقائية، والطور التلقائية)، فى تظاهرة تراثية تعكس ثراء الفلكلور البدوى، غير أنه فى كل يوم خلال أيام الملتقى يتم تكريم الفرق الفنية المشاركة. وأضاف «الشافعي»، أن الملتقى تضمن عددًا من الأمسيات الشعرية لشعراء البادية من مختلف محافظات مصر، وندوات علمية حول فنون البادية ومشكلات جمعها وتدوينها والبحوث المختلفة التى أُعدت فى هذا المجال، بجانب ورش للحكى عن تراث سيناء وورش الأطفال عن التراث السيناوى، وورش حكى عن التراث السيناوى وحكايات أبطال من سيناء ممن واجهوا العدوان الإسرائيلى أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، لافتًا إلى أن المعرض المصاحب للملتقى يتميز بعروض لسيدات سيناء من المتخصصين فى إعداد المشغولات اليدوية بالتطريز السيناوى، بينهم خضرة إبراهيم سليمان، عارضة بملتقى سيناء لفنون البادية، وهى مدربة متخصصة، وقدمت ورشة لتعليم زوار الملتقى التراث السيناوى، منذ أن كان عمرها 10 سنوات علمتها أمها الغرزة الخاصة بتراث قبيلتها. وقدمت خضرة إبراهيم، إحدى الفنانات من أبناء سيناء والمتخصصات فى التطريز السيناوى، نماذجًا مميزة من الحرف التراثية المحلية، مثل تصميم العبايات والشيلان، المستوحاة من البيئة البدوية وأزياء أهل سيناء الأصيلة، وقالت ل«المصرى اليوم»، إن الغرز عبارة عن رسوم هندسية منظمة، وكل قبيلة تتميز بغرز خاصة من خلالها يُعرف انتماؤها القبلى. «خضرة» التى أسست مشغلًا وجمعية أهلية، وتهتم بتعليم الفتيات والبنات التطريز السيناوى، وتوفير مصدر دخل لهم، بجانب كل التدريبات خلال المعارض المتخصصة للتراث، وكذا مشاركتها خارج مصر، فى محاولة لنشر التراث السيناوى، أضافت: «كل حته بنشتغلها هى حته منّا وشغل إيدى فى كل حته بنعملها هى كنز». الملتقى اهتم أيضًا، بمشاركة أبناء سيناء ممن شاركوا فى مشروع «أهل مصر» من شباب محافظة شمال سيناء، إذ تولت هذه المجموعة، التسويق والتنظيم للملتقى والمشاركة فى الورش مع فريق هيئة قصور الثقافة المنظمين للملتقى، وبينهم إيمان قشطة التى تعمل مهندسة اتصالات، بجانب اهتمامها بالحرف اليدوية والتقليدية، بعد أن تعلمت على مدار العام ضمن المشروع، التصوير الفوتوغرافى ريزن، وهو عبارة عن إعداد تصميمات بدمج الأصداف البحرية والكتابة بمواد صلبة. بدأت «إيمان» تأسيس مشروعها الخاص، وهو بيع منتجاتها على وسائل التواصل الاجتماعى، وشاركت فى عدد من الملتقيات فى محافظات مختلفة، وبدأت فى إعداد تدريبات للمترددين على قصر الثقافة، وتحرص على استخدام رمال بحر سيناء والأصداف داخل الحلى والمنتجات الخاصة بها، وتستخدم كل المهارات التى اكتسبتها من خلال التدريبات فى مشروع أهل مصر للتسويق لمشروعها. وقالت «إيمان»، ل«المصرى اليوم»: «أحب اكتشاف الثقافات التراثية والروابط بين كل المحافظات وبعضها والثقافات المتنوعة فى مصر.. كل حرفة اتعلمها بحاول أعمل منها منتجات وأبيعها». وعلى هامش فعاليات ملتقى سيناء الأول لفنون البادية، نظمت ندوات علمية ناقشت عددًا من القضايا المتعلقة بشعر البادية وتدوين الموروثات الشعبية والمصطلحات الخاصة بالسير والفنون الشعبية. وأوضحت الدكتورة حنان موسى، مدير الإدارة المركزية للدراسات والبحوث بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ل«المصرى اليوم»، أن لدى الإدارة أكثر من نوعية وكلها تستهدف الحفاظ على التراث غير المادى، مثل الشعر والموسيقى والألعاب الشعبية والفنون والحرف اليدوية وغيرها؛ إذ أعدت كل إدارة برنامجًا خاصًا لكل جمهور مستهدف، ومن هنا جاءت المشاركة بعدد من الورش الفنية، بجانب ورش الحكى، الورش الفنية، والورش التراثية للفتيات والشباب. وأضافت: «لدينا 4 ورش مشاركة للسيدات من شمال سيناء بجانب 4 ورش من القاهرة مثل ورش الديكوباج والتفصيل وتصميم وتحريك العرائس، وكذا مشاركة عدد من الشباب المشاركين فى مشروع أهل مصر ممن تلقوا تدريبات فى المشروع، وأيضًا أعدوا مشروعات صغيرة لهم من الحرف التى تعلموها»، لافتة إلى أن قصور الثقافة لديها ملتقيات لحفظ وصون التراث مع المدارس، مثل التعريف باللبس الشعبى، والأغانى الشعبية، والحكايات الشعبية، والألعاب الشعبية، لأنه من المهم للغاية تعريف الأطفال بتراثهم. وأشار محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إلى أن وزارة الثقافة لها رؤية تخص النشاط الثقافى داخل سيناء، سواء على مستوى النشاط الثقافى أو مستوى البنية التحتية لهذا النشاط، ضمن منظومة مشروع تطوير سيناء، إذ أنه من المشروعات الخاصة بالبنية التحتية داخل سيناء، افتتاح مسرح الطور الصيفى، وهو موقع ضخم ليس له مثيل فى مصر ومجهز، غير أن الوزارة تخطط لعدد من التجهيزات الخاصة بالبنية التحتية خلال الفترة المقبلة، منها تجديدات لقصر ثقافة العريش، وتجديدات ورفع كفاءة قصر ثقافة الشيخ زويد، بجانب الاستعداد لافتتاح مكتبة أبو طويلة، وإعداد عدد من المراكز الثقافية بمنطقة القنطرة شرق. وأضاف «ناصف»، ل«المصرى اليوم»: «هذا الملتقى يستهدف تجميع الفرق المختلفة التى بينها وبين سيناء رابط، فضلًا عن أمسيات شعرية، ومؤتمر فكرى مرتبط بشعر وأدب البادية، بجانب معارض الحرف التراثية، ولدينا طموحًا أن يكون هذا الملتقى العام المقبل عربيًا ودوليًا خاصة فى الدول التى بينها وبين مصر أوجه تشابه، خاصة فى فنون البادية مثل ليبيا والأردن وفلسطين والسعودية وغيرها، وتم اختيار موعد بالتزامن مع احتفالات تحرير سيناء خلال الأعوام المقبلة، وفى 27 إبريل سيكون انطلاق مشروع أهل مصر للمرأة فى المحافظات الحدودية والذى يقدم ورشًا فنية وحرفًا يدوية للسيدات من مختلف المحافظات»، منوهًا بأن هذه الفعاليات هى سياج لحماية الأمن القومى المصرى الثقافى، بجانب قوة التنوع الثقافى المصرى الذى يمثل قوة ناعمة مصرية. وتابع: «من 6 ل 8 مايو المقبل ستستضيف مدينة العريش ملتقى العريش الأدبى، وكل ذلك فى إطار احتفالات تحرير سيناء، بجانب عدد من الفعاليات المتنوعة على مدار العام، والهيئة تعمد فى التسويق لمثل هذه الملتقيات من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، وأيضًا من خلال تواجد الجمهور، إذ أن الهيئة تمتلك عددًا كبيرًا من صفحات التواصل وصلت عدد مشاهداتها إلى أكثر من 15 مليون مشاهدة خلال العام الماضى، وبالتالى، نقدم العروض أيضًا على وسائل التواصل بالتوازى مع عرضها على المسرح.. فالستارة لا تغلق على جمهور السوشيال ميديا، كما تستعد الهيئة لإطلاق تطبيق إلكترونى جديد للكتب». وأشار إلى أن قصور الثقافة فى المحافظات لديها بنية تحتية أقوى من البنية التحتية لقصور الثقافة فى القاهرة، كما يتم التخطيط لكل الأنشطة من خلال الأقاليم، خاصة أنهم أيدى الهيئة داخل المحافظات، كما يجرى عمل مجموعة افتتاحات، مثل افتتاح قصر ثقافة المحلة، وأبو سمبل، وأخميم، ومركز ثقافة الطفل فى جاردن سيتى فى القاهرة، إلى جانب مجموعة من الكتب.