اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى، بحماية من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى، التى واصلت فى الوقت نفسه ارتكاب انتهاكات فى عدد من مدن الضفة الغربية إلى جانب تصاعد الاعتداءات على ممتلكات وأراضى الفلسطينيين، فضلًا عن تنفيذ حملة مداهمات واسعة فى عدة مناطق من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات واقتحامات لمنازل ومخيمات. وأفادت مصادر محلية بأن عشرات المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى، وأدوا طقوسًا تلمودية، فيما قام المتطرف وعضو الكنيست السابق «يهودا جليك» بتقديم شروحات تلمودية حول «الهيكل المزعوم» أمام عدد من المقتحمين. وفرضت شرطة الاحتلال قيودًا مشددة على دخول المصلين الوافدين إلى المسجد، ودققت فى هوياتهم، واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية. فى حين أوضح شهود عيان أن شرطة الاحتلال حوّلت البلدة القديمة من مدينة القدسالمحتلة إلى ثكنة عسكرية، وانتشر العشرات من العناصر على مسافات متقاربة، خصوصًا عند بوابات الأقصى، وشددت من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى. ووفق وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، فإن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى 21 مرة خلال مارس الماضى والذى وافق شهر رمضان. وأفادت معطيات محافظة القدس بأن 13 ألفًا و64 مستوطنًا اقتحموا المسجد خلال الربع الأول من العام الجارى، و«نفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسًا تلمودية فى مناطق متفرقة من المسجد الأقصى، فى انتهاك مباشر لحرمة المكان المقدس». إلى ذلك، قالت الحكومة الفلسطينية، أمس، إنها تنظر بخطورة بالغة إلى القرار التعسفى الصادر عن سلطات الاحتلال بمنع وزير شؤون القدس، أشرف الأعور، من دخول الضفة الغربية لمدة ستة أشهر، وتعدّه تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولى والاتفاقيات الموقعة. واعتبرت الحكومة هذا القرار «تصعيدًا خطيرًا» ضد ممارسة مهامها، ومحاولة لإحكام عزل القدس عن محيطها الوطنى والمؤسساتى، ضمن سياسة ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطينى الرسمى فى المدينة، وفرض وقائع تخدم مخططات الضم والتهويد. واستدعت مخابرات الاحتلال الإسرائيلى وزير شؤون القدس، أشرف الأعور، وقامت بالتحقيق معه وتسليمه قرارًا بالإبعاد عن الضفة. وأفادت محافظة القدس، فى بيان لها، بأن مخابرات الاحتلال استدعت الوزير الأعور، وقامت بالتحقيق معه بذريعة «ممارسة أنشطة لصالح السلطة الوطنية الفلسطينية»، وسلمته إبعادًا عن الضفة الغربية لمدة ستة أشهر. فى سياق آخر، بدأت قوات الاحتلال، فى ساعة مبكرة من صباح أمس، عمليات هدم واسعة طالت منازل وعمارات سكنية فى رام الله والخليل. بينما شرعت جرافات الاحتلال فى هدم بناية سكنية مكونة من سبع طبقات فى بلدة بيت أُمّر شمال مدينة الخليل. وذكرت مصادر محلية أن العمارة تعود إلى عائلة علقم، التى أجبرتها قوات الاحتلال على إخلاء الشقق السكنية بعد اقتحام منطقة وادى الوهادين فى بيت أمر. وفى رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال برفقة جرافات بلدة نعلين غرب المدينة، وهدمت منزلين لشقيقين فى منطقة الواد. وذكر سكان البلدة أن المنزلين مكونان من طبقات عدة، ويعودان إلى الشقيقين نائل ورائد رضا سرور. وهدمت قوات الاحتلال أكثر من 105 منشآت فى شتى أرجاء الضفة الغربية بين 25 مارس و7 إبريل بحجة افتقارها إلى رخص البناء، وكان نصف هذه المنشآت تقريبًا يقع فى منطقة غور الأردن، حسب تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حيث أسفر ذلك عن تهجير 122 فلسطينيًّا، بمن فيهم 64 طفلًا، وإلحاق الضرر بأكثر من 200 شخص بفعل هدم المنشآت التى كانوا يستخدمونها فى تأمين سبل عيشهم أو منشآت المياه والصرف الصحى التى كانت تخدمهم، وتشمل هذه المنشآت 103 منها فى المنطقة (ج) بالضفة الغربية ومنشأتان فى شرقى القدس. من جانبها، وثقت «أوتشا» 44 هجمة شنها المستوطنون على الفلسطينيين، وأسفرت عن وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بالممتلكات فى 35 تجمعًا سكانيًّا فلسطينيًّا فى الضفة الغربية، وقد وقع نصف هذه الهجمات تقريبًا فى تجمعّات بدوية أو رعوية. ومنذ مطلع سنة 2023، شهدت منطقة مسافر يطا الواقعة فى جنوب جبل الخليل تصعيدًا حادًّا ومتواصلًا فى عنف المستوطنين، ما أسفر عن وقوع إصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات على نطاق واسع. ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، أعمال تجريف فى أراضى المواطنين الواقعة بين بلدتى حارس وكفل حارس شمال غرب سلفيت. كما اعتدى مستوطنون، ليلة أمس الأول، على شبكة مياه تُستخدم لرى المزروعات لأحد المزارعين فى الأغوار الشمالية. وأفادت مصادر محلية بأن مستعمرين اعتدوا على شبكات مياه تروى محاصيل مروية على مساحة 150 دونمًا لأحد المزارعين قرب قرية بردلة بالأغوار الشمالية.