ينهي أقباط مصر آخر يوم في صومهم الكبير ال 55 يومًا، بتكثيف الصلوات في المطرانيات ومقار الأديرة والكنائس بإحياء آخر أيام أسبوع الالآم وهو اليوم السادس الذي يطلق الجمعة العظيمة أو الجمعة الكبيرة. وقام الاساقفة ورعاة الكنائس أمس الخميس بغسل أرجل المصلين من الرجال فقط، وهو طقس فريد لا يتم سوي يوم واحد سنويًا، وهو طقس غسل الأرجل لإحياء ذكرى الاتضاع «التواضع» وإنكار الذات عندما غسل المسيح أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته. كما أحيت الكنائس قصة القبض على السيد المسيح ليلًا بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ومحاكمته. يعد اليوم الجمعة آخر أيام أسبوع الالآم وصوم ال 55 يومًا، ويبدأ بصلوات الجمعة العظيمة أو جمعة الآلام، أو الجمعة السوداء، أو الجمعة المقدّسة أو الحزينة وأخيرًا جمعة الفصح، وكلها ألقاب للجمعة الأخيرة قبل عيد القيامة مباشرة، وآخر جمعة في الصوم الكبير وأقدس أيام ألعام لدي الأقباط. وهو اليوم الذي يتذكّر فيه الجميع في الكنيسة حادث صلب المسيح وموته ومن ثم دفنه، ويكون العيد هو السّابق لعيد القيامة المجيد، ومتزامناً في الوقت ذاته مع احتفالات اليهود في عيد الفصح لديهم. وينتهي اليوم لدى أقباط مصر بالسجود أو الميطانيات «التوبة»، وباللغة القبطية تعني «سجدة»، حيث يسجد المصلون المسيحيون في هذا اليوم 400 سجدة أو 100 سجدة في كل اتجاه «شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا» فيها يصرخ الشعب كله طالبًا الرحمة بصوت واحد وبنفس واحدة، قائلين: «كيرياليسون»، وذلك لاستمطار مراحم الله ورأفته على البشر، ومعنى «كيرياليسون» هو يارب ارحم أو ارحمنا يا الله.