يشهد فيلم «سماء بلا أرض» للمخرجة أريج السحيري عرضه العالمي الأول ضمن قسم «نظرة ما» بمهرجان كان السينمائي الدولي، الذي يُقام في الفترة من 13 إلى 24 مايو، ويعد هذا القسم من المسابقات الرسمية التي تحتفي بالأفلام الفنية والسينما التي تنبض بالاكتشاف والابتكار. الفيلم مستوحى من أحداث واقعية شهدتها تونس في فبراير الماضي، حين تعرض مهاجرون من دول جنوب الصحراء الكبرى لحملات عنف وتحريض إعلامي، تبعتها موجة عداء شعبي، واعتقالات تعسفية، وعمليات طرد، بعد خطاب سياسي مثير للجدل. يتناول الفيلم تلك اللحظة الحرجة من خلال قصة إنسانية تتقاطع فيها التوترات مع مشاعر التضامن، حيث تقول السحيري:«ما يهمني هو تجاوز القوالب النمطية للمهاجرين، عبر خلق شخصيات حقيقية، معقدة، وغير متوقعة، تستطيع أن تُحفز الجمهور على التفكير والمساءلة». تدور الأحداث حول ماري، وهي قسيسة إيفوارية وصحفية سابقة تقيم في تونس، يتحول منزلها إلى ملاذ آمن لكل من ناني، وهي أم شابة تبحث عن مستقبل أفضل، وجولي، طالبة شجاعة تحمل آمال أسرتها. ومع وصول طفلة يتيمة إلى هذا المكان، تُختبر روح التضامن بينهن وسط مناخ اجتماعي محتقن، لتتكشف طبقات من الهشاشة والقوة في آنٍ واحد. يُعد «سماء بلا أرض» ثاني أفلام أريج السحيري الروائية، وشاركها في تأليفه كل من آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، ومن إنتاج ديدار دومهر. ويضم الفيلم مجموعة من الممثلين، أبرزهم: آيسا مايغا، ليتيسيا كي، ديبورا ناني، والممثل التونسي محمد جرايا، كما تولت التصوير السينمائي فريدا مرزوق.