أودعت محكمة جنايات القاهرة، حيثيات حكمها في القضية المتداولة إعلاميًا بجريمة قتل عامل بكافيه، حيث قضت بمعاقبة المتهم الأول «عبدالرحمن.خ» بالسجن المؤبد، بعد إدانته بقتل المجني عليه «أحمد محمد على محمد عطوة» عمدًا، كما قضت بمعاقبة المتهمين الثاني والثالث والرابع والخامس بالحبس 6 أشهر، لمساعدتهم المتهم الأول في إخفاء الجثمان بإلقائه في منطقة جبلية بالبدرشين جنوبالجيزة عقب تنفيذ الجريمة في حديقة منزله بمدينة 15 مايو في القاهرة، وأمرت بمصادرة السيارة المستخدمة في الواقعة، المملوكة للمتهم الخامس. بعد خلاف مالي.. حارس أمن يطعن شابًا حتى الموت ويُخفي الجثة بمعاونة أشقائه وآخرين وجاء بحيثيات الحكم، أن النيابة العامة قد أسندت إلى المتهم الأول «عبدالرحمن.خ.ص»، البالغ من العمر 18 عامًا، ويعمل فرد أمن، والمتهم الثاني «عمر.خ»، 30 سنة، شيف بمطعم، والمتهم الثالث «محمد.خ»، 23 سنة، عامل بمستشفى، والمتهم الرابع «حسن.ح»، جزار، والمتهم الخامس «عبدالله.م»، صاحب مطعم، أنه في يوم 15 يونيو الماضي، بدائرة قسم شرطة 15 مايو بمحافظة القاهرة، قام المتهم الأول بقتل المجني عليه عمدًا، على إثر خلاف مالي نشب بينهما، حيث عقد العزم وبيت النية على إزهاق روحه، معدًا لغرضه سلاحًا أبيض. وذكرت الحيثيات أن التحقيقات دلت أنه ما إن احتد بين المتهم الأول والمجني عليه الخلاف، حتى نشبت بينهما مشاجرة، قام خلالها المتهم الأول بإشهار سلاحه الأبيض مباغتًا المجني عليه، مسددًا له عدة طعنات استقرت في عموم جسده، فألحق به الإصابات الموصوفة بتقرير الطب الشرعي، والتي أفقدته قواه، وأسقطته أرضًا مضرجًا في دمائه، وفارق الحياة، بالغًا بذلك المتهم قصده في الخلاص من المجني عليه. وسعى إلى محو آثار جريمته، فقام بالتخلص من متعلقات القتيل وإخفاء السلاح المستخدم. كما ثبت من التحقيقات أن المتهمين من الثاني حتى الخامس، قاموا بإخفاء جثمان المجني عليه «عطوة»، بعد أن علموا بمقتله على يد المتهم الأول، الذي كان يحوز سلاحًا أبيض من نوع «مطواة – قرن غزال»، فقام المتهم الثاني، والمتهم الثالث، والمتهم الرابع، بلف الجثمان داخل إحدى القطع القماشية، ولفه بملاءة، وأحكموا لفه باستخدام لاصق شفاف، وقاموا بمحو آثار الدماء من حديقة المنزل، ثم وضعوا الجثمان داخل الحقيبة الخلفية بالمركبة الآلية رقم (ب ب – 9316)، والمملوكة للمتهم الخامس، الذي نما إلى علمه وقوع الواقعة، فحضر لإتمام المخطط الإجرامي، واستقلوا جميعًا المركبة، وتوجهوا خارج دائرة القسم للتخلص من الجثمان، بأن ألقوه بإحدى المناطق الجبلية النائية، دون إبلاغ جهات الاقتضاء، وقبل الكشف على الجثمان، أو تحديد سبب الوفاة، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات. كما ثبت من التحقيقات أن المتهمين الرابع والخامس، كانا على علم بوقوع جناية مقتل المجني عليه «عطوة» على يد المتهم الأول، وأعاناه على الفرار من وجه القضاء، بإخفاء أدلة الجريمة ومحو آثارها والتستر عليه. التحريات: المتهمون قصدوا طمس آثار الجريمة بمنع كشف الجثمان وجاء في شهادة المقدم «محمد طبلية»، رئيس مباحث قسم شرطة البدرشين، أمام المحكمة، أن تحرياته السرية توصلت إلى هوية المتوفى، ومقتله على يد المتهم الأول، على إثر خلاف مالي بينه وبين المجني عليه، حيث كان المتهم مدينًا له بمبلغ مالي، فتوجه المجني عليه إلى مسكن المتهم لمطالبته بالمبلغ المستحق، فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة، قام على أثرها المتهم الأول بإشهار سلاح أبيض من نوع «مطواة» وسدد له عدة طعنات أسقطته أرضًا جثة هامدة، غارقًا في دمائه، قاصدًا قتله والخلاص منه. وأضاف «طبلية» أنه حضر إلى المكان المتهمان الثاني والثالث، وهما أشقاء للمتهم الأول، فأبصروا جثمان المجني عليه ملقى في فناء الحديقة، فاتفقوا جميعًا على إخفائه، وتواصلوا مع المتهمين الرابع والخامس، اللذين حضرا، وقاموا بمسح الدماء من الحديقة، ولف الجثمان بملاءة وأغطية ووسائد منزلية، والتخلص من متعلقات المجني عليه، وإحكام غلقها بلاصق شفاف، ثم وضعوها داخل المركبة الآلية المملوكة للمتهم الخامس. وأكد أن المتهمين الخمسة استقلوا المركبة وتوجهوا بها خارج دائرة قسم شرطة 15 مايو إلى إحدى المناطق الجبلية النائية، وهناك ألقوا الجثمان وفروا هاربين. وأوضح أن المتهم الأول ارتكب الجريمة بسبب وجود خلافات مالية مع المجني عليه، في حين قصد المتهمون من الثاني حتى الخامس إخفاء الجثمان، لمنع جهات التحقيق من الوصول إليه، أو الكشف عن أسبابه. وأضاف أن تحرياته السرية أثبتت أن المتهمين جميعًا كانوا على علم بجريمة القتل التي ارتكبها المتهم الأول. وبناء على إذن من النيابة العامة بضبط المتهمين، تم الانتقال إلى أماكن تواجدهم، وضبط المتهم الأول، الذي أرشد عن السلاح المستخدم في الواقعة، ومتعلقات الجثمان، كما جرى ضبط باقي المتهمين، والمركبة الآلية المستخدمة في نقل الجثمان، وبمواجهتهم، أقروا جميعًا بارتكابهم الواقعة.