انتقادات واسعة طالت مصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة مايكروسوفت، على هامش المؤتمر العام، والذي اشتهر بقيام إحدى العاملات في الشركة والمؤيدة لفلسطين بتوجيه انتقادات حادة لمصطفى سليمان واتهامه بأنه أحد المسؤولين عن الإبادة الجماعية التي تحدث في قطاع غزة ومساعدة الجيش الإسرائيلي. ورغم هذه الانتقادات والحادثة الشهيرة التي ملأت وسائل الأخبار ليس فقط المصرية والعربية، ولكن العالمية أيضًا، إلا أن «المصري اليوم» حاولت التوصل إلى حقيقة واضحة تكشف دور المتخصص في الذكاء الاصطناعي البارز مصطفى سليمان، وهو سوري بريطاني ويتبوأ منذ مارس 2024 منصب الرئيس التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي الجديدة للمستهلكين، ضمن قسم الذكاء الاصطناعي الخاص بمايكروسوفت Microsoft AI. كيف نتثبت من حقيقة تورط مصطفى سليمان؟ سيل كبير من الأخبار حول مصطفى سليمان بعد الواقعة نفسها، ولكن ببحث بسيط يمكن الوصول إلى التاريخ العملي للرجل الذي يعد من «الأصوات العالية» في منصة LinkedIn الشهيرة، إذ سبق عمله في Microsoft AI توليه الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الشخصي «إنفليكشن إيه إي» Inflection AI. سبق ذلك، حسب نقل الموقع لأخبار الشركات المدرجة، دفع شركة مايكروسوفت (MSFT) مبلغ 650 مليون دولار لشركة Inflection AI، بمقتضاها تقوم بتوظيف فريق عملها ضمن صفقة ترخيص، حسبما أفادت وكالة رويترز، نقلًا عن مصدر مطلع على الأمر. ووفقًا للتقرير، تسمح اتفاقية الترخيص باستخدام نماذج Inflection عبر خدمة مايكروسوفت السحابية Azure. وذكر المصدر أن شركة Inflection ستستخدم عائدات الصفقة لسداد جزء من استثمارات بعض الممولين. بالبحث على موقع Market Screener لتتبع الشركات المدرجة في البورصة الأمريكية، فإن ريد هوفمان، الشريك المؤسس لشركة لينكدإن والمستثمر المغامر، كان الممول الرئيسي لهذه الشركة منذ تأسيسها، وعرف الموقع شركة Inflection AI على النحو التالي: شركة Inflection AI، Inc. هي شركة تركز بالدرجة الأولى على الذكاء الاصطناعي وتعيد تعريف التفاعل بين الإنسان والحاسوب. يقع مقرها الرئيسي في بالو ألتو، كاليفورنيا، ولديها فروع في سويسراوالولاياتالمتحدة. تُعرف الشركة بأنها «استوديو ذكاء اصطناعي» يعمل على إنشاء مساعد شخصي يعمل بالذكاء الاصطناعي لكل فرد. تعمل Inflection AI على بناء مستقبل الذكاء الاصطناعي المؤسسي، وقد طورت أحد أذكى نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) في العالم، يُدعى Pi، والذي يستخدمه ملايين الأشخاص حول العالم. تأسست الشركة في عام 2022 على يد كارين سيمونيان، ومصطفى سليمان، وريد جي. هوفمان، بينما يتولى شون وايت منصب الرئيس التنفيذي منذ عام 2024. وفي التعريف نفسه يظهر مصطفى سليمان الرئيس التنفيذي للشركة، بينما يظهر في سجل هوفمان أيضًا أنه ضمن مجلس إدارة شركة مايكروسوفت، التي استولت هي الأخرى على Inflection AI بعد ذلك وعينت مصطفى سليمان وكارين سيمونيان ضمن فريق الذكاء الاصطناعي بالمؤسسة الكبرى في عالم التكنولوجيا والاتصالات. من هو هوفمان؟ موقع «Responsible Statecraft» هو مجلة إلكترونية تابعة لمعهد كوينسي للسياسات المسؤولة، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن العاصمة. وبتاريخ 16 مايو 2024، أي في ذروة الحرب الإسرائيلية في غزة وبعد فترة قليلة من الهجوم على رفح بعد تحذيرات أممية وأمريكية، قال عن هوفمان ضمن مقال صحفي ترجمته «المصري اليوم»: «سياسة بايدن تجاه غزة تخاطر بإعادة انتخابه، لكنها ترضي أغنى مانحيه، إن استمالة المؤيدين الأثرياء المؤيدين لإسرائيل على حساب شريحة كبيرة من الناخبين قد يكلف الرئيس خسارة الانتخابات في نوفمبر». وجاء ضمن المؤيدين الرئيسيين للحزب الديمقراطي، هوفمان الذي وصفته المجلة نصيًا: «له تاريخٌ حافلٌ بالإشادة بوحدات النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي. في منتدى أسبن للأمن لعام 2022، قال هوفمان إن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى 'وحدة تدريب ضباط احتياط رقمية' (ROTC) واستخدم وحدة الاستخبارات الإشارية الإسرائيلية 8200 كمثال على ما هو ضروري». يقوم هوفمان حاليًا بتمويل «برنامج منحة دراسية كاملة لمدة عام واحد للتميز التنفيذي» والذي «مصمم خصيصًا لخريجي وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي المتميزين»، من خلال مؤسسة هوفمان كوفمان. وحسب «الجارديان»، عمل هوفمان تحديدًا ضد النائبة الأميركية من أصل فلسطيني رشيدة طلب في الانتخابات الأخيرة، بسبب طلبها وقف الحرب الإسرائيلية على غزة واعتبارها بمثابة إبادة جماعية، وهو ما نقلته الصحيفة الإخبارية المتعلقة بأخبار اليهود في العالم «Jewish Insider»، إذ قال إنه سيعمل على دعم المنافسين لطلب في الانتخابات التي حققت فيها الفوز في النهاية واحتفظت بمقعدها. معلومات عن مصطفى سليمان انضم سليمان إلى جوجل عام 2014 عندما استحوذت عملاقة البحث على ديب مايند مقابل 50 مليون دولار، وشغل منصب نائب رئيس جوجل لإدارة المنتجات وسياسات الذكاء الاصطناعي. في عام 2022، شارك في تأسيس شركة إنفلكشن للذكاء الاصطناعي، التي جمعت مؤخرًا 1.3 مليار دولار العام الماضي عقب إطلاق روبوت الدردشة الشخصي «باي». ولا يزال كيفن سكوت يشغل منصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا ونائب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي، وهو المسؤول عن استراتيجية الشركة في هذا المجال. بينما سليمان الذي ترأس الشركة منذ تأسيسها، ظهر في لقاء مع الرئيس جو بايدن، نشرت تفاصيله صحيفة «Ynet» الإسرائيلية مع رؤساء 6 شركات كبرى متخصصة في الذكاء الاصطناعي، وتعهدت سلسلة من الالتزامات التي تهدف إلى تقليل المخاطر التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك وضع علامات على المحتوى الذي تم إنشاؤه باستخدامها. وقال البيت الأبيض إن المشاورات بشأن هذه القضية جارية مع قائمة طويلة من الدول، بما في ذلك إسرائيل. وعلى الرغم من حديث البعض عن عدم علاقة مصطفى سليمان بنظام Azure وAzure AI الذين بقيا كنظامين متهمين في المساهمة في نظم الذكاء الاصطناعي للوحدة 8200 داخل الجيش الإسرائيلي، إلا أن سليمان نفسه ظهر في بودكاست مع الممول هوفمان في ذروة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ليؤكد فخره بالنظامين، ولكن لم يشر إلى أي صلة لهما مع إسرائيل. حديث هوفمان وزادت الاتهامات لشركة مايكروسوفت ونظام Azure وAzure AI بناءً على تحقيقات في «الجارديان» البريطانية، بناءً على وثائق مسربة تكشف عن تعميق شركة مايكروسوفت علاقاتها مع الجيش الإسرائيلي خلال مرحلة التصعيد الأكثر كثافة من الهجوم على غزة في 2023. وأظهرت الوثائق كيف أن الجيش الإسرائيلي اعتمد بشكل متزايد على تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التي تقدمها مايكروسوفت لتلبية الطلب المتزايد على أدوات التخزين والذكاء الاصطناعي. وقد زادت الشركة من دعمها للجيش الإسرائيلي عبر تقديم خدمات حوسبة وتخزين موسعة وعقد صفقات بلغت قيمتها 10 مليون دولار لتوفير ساعات دعم فني. بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة، ونتيجة للزيادة في الحاجة إلى القدرة على التخزين والمعالجة، توسع الجيش الإسرائيلي في استخدام تقنيات مايكروسوفت مثل منصة الحوسبة السحابية Azure. واستخدمت الوحدات العسكرية الإسرائيلية هذه الخدمات في مجالات متنوعة مثل الاستخبارات والعمليات العسكرية. المستندات تشير إلى أن مايكروسوفت قدمت أيضًا دعمًا مباشرًا لفرق الاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك وحدة 8200 الشهيرة، التي تخصص في جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية. كما تكشف الوثائق عن استخدام الجيش الإسرائيلي لمنتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بمايكروسوفت، بما في ذلك نماذج GPT-4 المدعومة من OpenAI، والتي توفرها مايكروسوفت عبر منصة Azure. ورغم أن مايكروسوفت لم ترد على أسئلة حول هذه الأنشطة، فإن الوثائق تشير إلى أن التعاون بين الشركة والجيش الإسرائيلي قد أسهم بشكل كبير في العمليات العسكرية والاستخباراتية خلال الحرب على غزة. واقعة ابتهال ومصطفى سليمان في مؤتمر مايكروسوفت ابتهال أبوالسعد، المهندسة المغربية في مايكروسوفت، أثارت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد مقاطعتها الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الشركة، مصطفى سليمان، أثناء احتفال الشركة بمرور 50 عامًا على تأسيسها. جاء ذلك احتجاجًا على تورط مايكروسوفت في عقود تكنولوجية مع الجيش الإسرائيلي، حيث اتهمت الشركة بالمساهمة في الإبادة الجماعية في فلسطين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. أثناء الحفل، صرخت أبوالسعد «عار عليك» وأكدت أن مايكروسوفت تساهم في تجسس الجيش الإسرائيلي على المدنيين. في وقت لاحق، أرسلت رسالة إلكترونية إلى موظفي الشركة شرحت فيها دوافع احتجاجها، مشيرة إلى أن عملها في الشركة ساهم في دعم الجيش الإسرائيلي، وهو ما يتعارض مع مبادئها الأخلاقية. مايكروسوفت أكدت التزامها بالسماح للموظفين بالتعبير عن مخاوفهم، لكن لم تؤكد ما إذا كانت ستتخذ إجراءات تأديبية ضد أبوالسعد. الفيديو الذي نشر من الحفل لاقى دعمًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرته العديد من الشخصيات مثالًا على الشجاعة الأخلاقية.