من أول جلسة.. إحالة المتهم بقتل «موظفة متقاعدة» في ناهيا إلى المفتي (قصة كاملة)

لم تستغرق العدالة وقتًا طويلًا. من أول جلسة، قررت محكمة جنايات الجيزة إحالة أوراق «فتحي.ح»، العشريني العاطل، إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، بشأن قضية اتهامه بقتل كاملة أحمد مصطفى، الموظفة المتقاعدة في عقدها الثامن، داخل مسكنها في ناهيا ببولاق الدكرور على يد جارها السابق، بهدف السرقة.
جريمة قتل الموظفة المتقاعدة في ناهيا.. مدبرة بعناية
داخل قاعة المحكمة، بدا المتهم متجهمًا، بينما استعرض ممثل النيابة العامة وقائع الجريمة.. «بيت النية، خطط بعناية، وهاجمها بلا رحمة»، قالها بنبرة قاطعة، مضيفًا أن المتهم اعتمد على بنيته القوية مقابل وهن الضحية بفعل تقدم العمر، ليجهز عليها خنقًا وضربًا، قبل أن يسرق أموالها.
«تصرف بدم بارد»، تابع ممثل النيابة، مضيفًا أن القاتل استغل ضعف المجني عليها وعدم قدرتها على مقاومته. لم تكن تعلم أن فتح الباب لذلك الشاب سيقودها إلى نهايتها المأساوية. «خنقها بكل قسوة، لكمها حتى فقدت الوعي، ثم جرّها إلى غرفة أخرى لطمس معالم جريمته».
على مقاعد الحضور، جلس ابن المجني عليها، محاولًا التماسك أمام تفاصيل أعادت إليه مشهد والدته المسجاة في فراشها، بعدما بدت الجريمة وكأنها «وفاة طبيعية»، وفق خطة المتهم الذي بدّل ملابسها وأخفى معالم الاعتداء.
تحريات المباحث: المتهم كان يعرف الضحية جيدًا
«لم يكن دخيلًا عليها، بل كان جيرانًا في العقار نفسه»، هكذا قال الرائد أحمد عصام، رئيس مباحث بولاق الدكرور، مشيرًا إلى أن المتهم كان يقيم في نفس البناية قبل أن ينتقل إلى بشتيل مع أسرته. وأضاف أن الضحية، التي كانت تتحدث مع جيرانها عن معاشها الكبير، ربما لم تدرك أن هذه المعلومات قد تتحول إلى دافع للجريمة.
اقرأ أيضًا| الجريمة تحت ستار «السجاجيد».. تحريات مقتل «عجوز بولاق»: «المتهم اشترى المخدرات بالأموال المسروقة»
بحسب التحقيقات، فإن المتهم خطط لاستغلال معرفته السابقة بها، متظاهرًا برغبته في تخزين بعض السجاجيد التي تركتها أسرته في العقار، وما إن فتحت له بابها، حتى انقض عليها بلا رحمة، قبل أن يفتش المكان بحثًا عن المال، ليعثر على 600 جنيه فوق الكومودينو، ثم مبلغ آخر قدره 10 آلاف جنيه.
من ناهيا إلى الإسكندرية.. رحلة الهروب لم تدم طويلًا
في قفص الاتهام، تحدث المتهم بنبرة باردة: «بعد اللي حصل، طلعت على ناهيا، اشتريت لبس جديد، وبعدها بشتيل، ومنها على الإسكندرية.. كنت عايز أفك عن نفسي». لم يكن يعلم أن الشرطة ستصل إليه سريعًا.
«اشترى 20 تذكرة هيروين، بقيمة 2000 جنيه، وألقي القبض عليه في الإسكندرية لحيازته سلاحًا أبيض»، كشف ممثل النيابة خلال الجلسة، موضحًا أن المتهم أُطلق سراحه لاحقًا بسبب عدم حمله تحقيق شخصية، لكنه لم يهنأ بالحرية طويلًا، إذ أُلقي القبض عليه مجددًا فور عودته إلى منزله.
اقرأ أيضًا| «جبت بودرة وروحت لها».. تفاصيل ليلة جريمة مقتل «موظفة متقاعدة» في ناهيا (اعترافات صادمة)
الحكم السريع
قرار المحكمة جاء سريعًا وحاسمًا، لتبدأ إجراءات إحالة أوراقه إلى المفتي، وبينما غادر المتهم القاعة مكبلًا، انطلقت نظرات ابن الضحية وراءه متمتًا: «الحمد لله».