مع تخطينا للنصف من رمضان، تتجه أنظار المسلمين إلى العشر الأواخر، التي تتميز بأجوائها الروحانية واغتنامها في الطاعات، ومن أبرز العبادات التي يحرص عليها المسلمون خلالها الاعتكاف في المساجد، تقربًا إلى الله وطلبًا لرحمته ومغفرته، بسنة نبيه. وفي ظل الاستعدادات للعشر الأواخر، تتجدد الدعوات لاغتنام هذه الأيام المباركة بالتقرب إلى الله والالتزام بآداب الاعتكاف، ليكون فرصة حقيقية للتطهر الروحي وتجديد العهد مع الله حيث يحرص المسلمون في مختلف أنحاء العالم على التفرغ للعبادة والتقرب إلى الله بتلك العبادة العظيمة، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فالاعتكاف يُعد من أعظم القربات التي تجمع بين الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، وهو فرصة لتصفية القلب والانقطاع عن مشاغل الدنيا. وأوضحت «دار الإفتاء» ل «لمصري اليوم» أن الاعتكاف سُنَّة عن النبي صلى الله عليه وسلم يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه في حالة التفرغ لها بشروط لضمان صحة الاعتكاف، أبرزها: أن يكون المعتكف طاهرًا، فلا يصح الاعتكاف لمن كان جنبًا أو في حالة حيض أو نفاس.ألا يمنع الاعتكاف المعتكف من أداء الفرائض والواجبات التي فرضها الله عليه، أن يكون الاعتكاف في المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة، وفقًا لما ورد في الشريعة الإسلامية، وأضافت «دار الإفتاء» أنه يجب على المعتكف تجنب الأمور التي تبطل اعتكافه، ومنها: الجماع، وهو من أبرز مبطلات الاعتكاف،الخروج من المسجد عمدًا دون ضرورة، لأن الاعتكاف يتطلب البقاء في المسجد طوال مدته، الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة، حيث يعد الطهارة شرطًا لصحة الاعتكاف كما أشارت «الإفتاء»إلى أن المعتكِف يُسمح له بممارسة بعض الأمور التي لا تتنافى مع روح العبادة، ومنها: التحدث بالكلام المباح عند الحاجة، الخروج لقضاء الحوائج الضرورية، مثل التداوي عند المرض، العناية بالنظافة الشخصية، مثل تصفيف الشعر، وتقليم الأظافر، والاستحمام، ولبس الثياب النظيفة واستخدام الطيب، تناول الطعام والشراب في المسجد، والنوم فيه، بشرط الحفاظ على نظافته واحترام قدسيته. ومع تزايد الإقبال على هذه العبادة الروحية، تضع الجهات المختصة ضوابط لتنظيم الاعتكاف في المساجد، لضمان راحة المعتكفين والمحافظة على قدسية المكان. وتشمل هذه الضوابط التسجيل المسبق، الالتزام بالهدوء، والحفاظ على النظافة، وغيرها من التعليمات التي تضمن أجواء إيمانية مناسبة للجميع منها: مراعاة حرمة المسجد وقدسيته ونظافته وأن نكوِّن صورة مشرفة لديننا الحنيف، أداء أي دروس أو خواطر دعوية هي عملية حصرية فقط لإمام المسجد أو من تكلفه الأوقاف بذلك بخطاب رسمي مكتوب وموجه لإمام المسجد، يمنع منعًا باتًا توزيع أي كتب أو إصدارات أو مجلات أو مطويات أو خلافه أثناء الاعتكاف، ويكون الاطلاع لمن أراد في مكتبة المسجد حال وجود مكتبة، وإلا فالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن، يحظر حظرًا تامًا تصوير المعتكفين أو بث أي صور لهم احترامًا للخصوصية الشخصية، يقتصر استخدام الهاتف على الضرورة القصوى تحقيقًا لمقصد الاعتكاف في التفرغ للطاعة والعبادة، تعقد مقرأة يومية للمعتكفين بما يمكنهم من ختم القرآن الكريم في العشر الأواخر من خلال الإمام المشرف على الاعتكاف أو من تكلفه المديرية بذلك. وعلى من يرغب في الاعتكاف تسجيل اسمه لدى إمام المسجد، على أن تكون الأولوية لرواد المسجد وأبناء المنطقة والحي المحيط بالمسجد، وعلى إمام المسجد أن يراعي سعة المكان للمعتكفين بما يوفر لهم الجو المناسب للاعتكاف، ومراعاة إعطاء الأولوية لرواد المسجد وسكان محيطه الجغرافي، ويراعى أولوية التسجيل، وعلى جميع الأئمة التنسيق مع الإدارات والمديريات التابعة لها في هذا الشأن.