سارعت العديد من الدول إلى الرد على زيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب، ففرضوا ضرائب جديدة صارمة على المنتجات الأمريكية، من المنسوجات وسخانات المياه إلى لحوم البقر. أعلنت كندا، أكبر مورد للصلب والألومنيوم للولايات المتحدة، يوم الأربعاء، أنها ستفرض رسومًا جمركية متبادلة بنسبة 25% على منتجات الصلب، وسترفع الضرائب أيضًا على مجموعة من السلع: الأدوات، وأجهزة الكمبيوتر والخوادم، وشاشات العرض، والمعدات الرياضية، ومنتجات الحديد الزهر. على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، سيرفع الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية على لحوم البقر والدواجن والدراجات النارية الأمريكية، والبوربون وزبدة الفول السوداني والجينز. ستُكلف هذه الرسوم الجديدة مجتمعة الشركات مليارات الدولارات، وستُفاقم حالة عدم اليقين في اثنتين من أكبر الشراكات التجارية في العالم. إما أن تتحمل الشركات الخسائر وتُقلل من أرباحها أو وهو الأرجح، ستُحمّل المستهلكين التكاليف من خلال ارتفاع الأسعار. صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بأن الأسعار سترتفع في أوروبا والولايات المتحدة، وأن الوظائف على المحك. وأضافت فون دير لاين: «نأسف بشدة لهذا الإجراء. الرسوم الجمركية هي بمثابة ضرائب. إنها ضارة بالأعمال التجارية، بل أسوأ بالنسبة للمستهلكين». رفع الرئيس دونالد ترامب رسميًا الرسوم الجمركية على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى 25%، الأربعاء، واعدًا بأن الضرائب ستساهم في خلق وظائف في المصانع الأمريكية، في وقت تُحدث فيه تهديداته المتذبذبة بفرض رسوم جمركية هزة في سوق الأسهم وتثير مخاوف من تباطؤ اقتصادي. في المقابل، صرح رئيس الوزراء الكندي المُقبل، مارك كارني، يوم الأربعاء، بأنه مُستعد للقاء ترامب إذا أظهر «احترامًا للسيادة الكندية» وكان مُستعدًا لاتباع «نهج مُشترك، نهج أكثر شمولية للتجارة». وقال كارني، الذي سيؤدي اليمين الدستورية، الجمعة، إن العمال في كلا البلدين سيكونون في وضع أفضل عندما «تُجدد وتُطلق أعظم شراكة اقتصادية وأمنية في العالم. هذا مُمكن». تابعت: «نؤمن إيمانًا راسخًا بأنه في عالمٍ محفوفٍ بالتقلبات الجيوسياسية والاقتصادية، ليس من مصلحتنا المشتركة إثقال اقتصاداتنا بالرسوم الجمركية». وأكدت غرفة التجارة الأمريكية لدى الاتحاد الأوروبي أن الرسوم الجمركية الأمريكية والإجراءات المضادة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي «لن تُلحق سوى الضرر بالوظائف والرخاء والأمن على جانبي الأطلسي». أضافت الغرفة، الأربعاء: «يجب على الجانبين تهدئة التوترات والتوصل إلى حل تفاوضي عاجل».