احتل دروز سوريا قلب الصراع الإقليمي من جديد، حيث تحاول إسرائيل تحت عنوان «حماية الأقليات»، استمالتهم لتحقيق مصالحها التوسعية، مستغلة في ذلك موجات العنف والتوتر الأمني، الذي تتعرض له العديد من المناطق السورية المختلفة، لا سميا في الساحل الغربي للبلاد. دروز سوريا ورقة إسرائيلية لتوسع نفوذها وفي السياق ذاته، قال الدكتور حسام طالب، المحلل السياسي السوري، في تصريحات خاصة ل «المصري اليوم»، إن إسرائيل ترى في الأقليات ورقتها الرابحة، وكلما حدث انشقاق أو انهيار في الداخل السوري، تهب تل أبيب للمدافعة عن«الدروز» وكأنهم شغلها الشاغل، موضحًا أنه على الرغم من استراتيجية الاحتلال لتوسع نفوذه في الجنوب السوري تحت عنوان «حماية الأقليات»، فهي لم تعلن نية التدخل المباشر. وأضاف «طالب»، أن هذا الكيان (أي إسرائيل) دائمًا يلعب على وتر الطائفية لتقسيم المجتمع السوري، مشيرًا إلى أن «الدروز»، يتصدوا لمحاولات فرض الوصاية الإسرائيلية على الطائفة، موضحًا أن بالرغم من أن هناك فئة صغيرة جدًا من الدروز تميل إلى إسرائيل، لكن هذا لا يعني أنها تمثل الدروز ككل. ليس هناك تفاهمات تحت الطاولة وفيما يتعلق بإذا كان هناك أي تفاهمات غير معلنة لترسيخ إسرائيل وجودها في الجنوب السوري، علق الباحث السياسي، قائلًا:«لم يكن هناك أي تفاهمات تحت الطاولة، وأن الاتصالات بين رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، وبين أي قوى خارجية ليس من شأنه المناكفات السياسية وإنما محاولات لتراجع إسرائيل عن الأراضي التي احتلتها في سوريا». وذكر أن سوريا تشهد حالة من «التجييش الطائفي»، والتحريض من القوى الإقليمة، مؤكدًا أن الوضع ليس سهلًا، حيث تتجاوز الرغبة الإسرائيلية مسألة حماية الأقليات، فهي في الأساس لا تهتم بالدروز بقدر ما تهتم بأطماعها، وتستغلها لعبور الجسر فقط. خطة «كاتس» للدروز وفي المقابل، كان وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أعلن، مساء أمس، بأنه هناك خطة قريبًا للسماح للعمال الدروز من سوريا بالعمل في إسرائيل، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية. كما قال كاتس السبت الماضي، إن بلاده ستعمل على إبقاء جنوبي سوريا خاليًا من الأسلحة والتهديدات«، متعهدًا ب»حماية السكان الدروز في المنطقة، ومن يمسّ بهم سيدفع الثمن، وفق قوله. وجاءت تلك تصريحات بالتزامن مع الأحداث الدموية التي تشهدها منطقة الساحل غربي سوريا، حيث حذر كاتس من تصاعد أعمال العنف، قائلا إن «تنظيم الجولاني» التابع لهيئة تحرير الشام يرتكب ما وصفه ب «مجزرة» بحق السكان العلويين في المنطقة، في إشارة إلى «الشرع»، الذي رفض التهديدات الإسرائيلية المتزايدة، واصفًا تعليقات «كاتس» بأنها «كلام فارغ».