نشر الدكتور فتحي الفقي، عضو هيئة كبار العلماء وعضو لجنة الفتوى، عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» أمس،فتوى توضح حكم سحب الدم من الصائم خلال نهار رمضان، سواء كان للتحليل أو للتبرع. وأوضح الفقي أن سحب الدم لا يفسد الصيام، وذلك استنادًا إلى ما ذهب إليه جمهور أهل العلم بشأن الحجامة، حيث لا تفطر الصائم، كما جاء في عدة أحاديث صحيحة. الأدلة الشرعية استشهد الدكتور فتحي الفقي بعدة روايات تؤكد أن الحجامة لا تفطر الصائم، ومنها: ما رواه الإمام البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث سئل: "أكنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟"، فقال: "لا، إلا من أجل الضعف". ما رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح عن أنس أيضًا: "ما كنا نحسب يكره من ذلك إلا جهده"، أي أن الكراهية كانت بسبب المشقة التي قد تصيب الصائم. تفسير بعض أهل العلم لحديث "أفطر الحاجم والمحجوم"، حيث أشاروا إلى أن المقصود هو أن الحاجم والمحجوم قد يصابان بالضعف الذي يؤدي إلى الإفطار، وليس أن الحجامة نفسها مفسدة للصيام. قياس سحب الدم على الحجامة بما أن الحجامة لا تفطر الصائم، فإن سحب الدم للتحليل أو التبرع لا يفسد الصيام، حتى لو كانت الكمية المسحوبة كبيرة، لأن الفطر لا يقع إلا بدليل شرعي صريح، وهو غير متحقق في هذه الحالة. وأوضح عضو هيئة كبار علماء أنه إذا كان التبرع بالدم سيؤدي إلى ضعف شديد للصائم، فيُنصح بتأجيله إلى ما بعد الإفطار حفاظًا على صحته. وأضاف: «في الحالات الطبية التي تتطلب سحب كميات كبيرة من الدم، يُفضل أن يتم ذلك ليلًا لتجنب الإرهاق الشديد خلال الصيام». وفي الختام أكد الدكتور فتحي الفقي أن سحب الدم سواء للتحليل أو التبرع لا يفسد الصيام، مستندًا إلى أقوال العلماء والأحاديث النبوية الصحيحة. ومع ذلك، يُنصح الصائم الذي يشعر بالضعف بعد التبرع بالدم بتناول الطعام والشراب إن لزم الأمر، ثم قضاء هذا اليوم لاحقًا.