يُعَدُّ الذكر من أعظم العبادات التي حثَّ عليها الإسلام، وقد وردت نصوصٌ كثيرةٌ في القرآن الكريم والسنة النبوية تدعو إلى الإكثار منه والتقرب إلى الله به، وتزايدت التساؤلات حول مشروعية الذكر الجماعي، وهل يجوز للمسلمين الاجتماع عليه؟، في هذا التقرير، نستعرض رأي دار الإفتاء المصرية بشأن الذكر الجماعي، استنادًا إلى نصوص الكتاب والسنة. سؤال حول مشروعية الذكر الجماعي: وفي ردها على سؤال حول كيفية الرد على مَن يدَّعِى عدم مشروعية الذكر الجماعى، أجابت الأمانة العامة للفتوى بدار الإفتاء: «ورد الأمر الشرعى بذكر الله تعالى، ومن المقرر أن الأمر المطلق يستلزم عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال، فالأمر فيه واسعٌ، وإذا شرع الله سبحانه وتعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثر من وجهٍ، فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته، ولا يصح تقييده بوجهٍ دون وجهٍ إلا بدليل.» وأضافت الأمانة العامة للفتوى: وقد جاءت الأدلة الشرعيَّة من القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية متضافرةً في الحثِّ على مجالس الذِّكر والاجتماع عليها، ومن ذلك قول الله تعالى مخاطبًا نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: 28].