«لا هجرة إلا للقدس» والعلم المصرى على منصة تسليم الأسرى

أفرجت حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» فى قطاع غزة عن 3 أسرى إسرائيليين، وسلمتهم إلى الصليب الأحمر الدولى، أمس، ضمن الدفعة السادسة من صفقة طوفان الأحرار، مقابل إطلاق سراح 369 أسيرا فلسطينيا من قبل الاحتلال الإسرائيلى. وتم التسليم فى منطقة خان يونس، وأعدت عناصر المقاومة منصة كبيرة مزينة بصور الشهداء وعبارات مختلفة، وسط حضور مئات المقاتلين من كتائب القسام وسرايا القدس، وجمهور شعبى واسع.
وأرفقت كتائب القسام مع أحد الأسرى ساعة رملية تحمل صورة والدة الأسير ماتان، مكتوبا عليها الوقت ينفد، ما أثار هتافات شعبية داعمة للمقاومة.
ورفعت الفصائل الفلسطينية الأعلام العربية خلال مراسم التسليم، بينما غاب علم إيران عن المنصة، والتى تزينت بصور قادة المقاومة الشهداء، مثل محمد الضيف ورافع سلامة، وعبارات بالعربية والإنجليزية والعبرية، عن ثبات المقاومة ومسعاها نحو التحرير، مثل «نحن الجنود يا قدس فاشهدى»، وعلقت صورا جوية التقطت من مسيرات المقاومة فى غلاف غزة، مكتوبا عليها «عبرنا مثل خيط الشمس» باللغات الثلاث، وصورة لمقاتلين يحملون أعلام دول عربية، من أعلام مصر والسعودية والأردن، ويسيرون نحو القدس.
واصطف عشرات المقاتلين فى محيط المنصة، واعتلى بعضهم مركبات بيضاء، ظهر عدد من عناصر كتائب القسام بزى جيش الاحتلال، حاملين أسلحة اغتنمت خلال معارك طوفان الأقصى.
وكتبت جملة «لا هجرة.. إلا للقدس» على صورة ثانية، يجلس فيها شخص على كرسى، تيمّنًا بالصورة المشهورة للشهيد يحيى السنوار، وأمامه فتحة فى جدار خرج منها طفل يحمل علم فلسطين ويسير نحو قبة الصخرة. وأسفل المنصة، علقت صور تبدو أنها التقطت من مسيرات تابعة للمقاومة فى غلاف غزة، يعلو كل منها مثلث أحمر، وكتبت عليها جملة: «عبرنا مثل خيط الشمس» باللغات الثلاث. وظهر من بين المقاتلين عدد من عناصر كتائب القسام يرتدون زى جيش الاحتلال، وهم يحملون أسلحة يبدو أنها اغتنمت خلال معارك طوفان الأقصى، ونشرت سرايا القدس مقطعًا مصورًا يظهر لحظة تلقى الأسير ساشا الكسندر تروبنوف قرار الإفراج عنه، حيث رد بابتسامة وعبارة «الحمد لله». وكانت «المقاومة» أفرجت عن 2 من الأسرى الإسرائيليين فى نفس المكان فى وقت سابق، مقابل إطلاق سراح 369 أسيرا فلسطينيا، بينهم 36 محكومين بالمؤبد و333 من أسرى قطاع غزة الذين اعتقلهم الاحتلال بعد 7 أكتوبر، وتنص المرحلة الأولى من الاتفاق على الإفراج تدريجياً عن 33 إسرائيلياً محتجزاً فى غزة، مقابل إطلاق سراح ما بين 1700 و2000 أسير فلسطينى، ومنذ بدء الاتفاق، سلمت القسام 16 أسيراً إسرائيلياً ضمن 5 دفعات.
فى الوقت ذاته، أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، عن أسرى الدفعة السادسة من الفلسطينيين، ضمن المرحلة الأولى لصفقة التبادل، وذلك من أمام سجن عوفر المقام على أراضى بلدة بيتونيا غرب رام الله، باتجاه مدينة رام الله.
وتضم الدفعة السادسة 369 أسيراً، بينهم 29 من الضفة الغربية و7 من القدس وضواحيها، منهم 24 سيتم إبعادهم، بالإضافة إلى 333 أسيرا من معتقلى غزة خلال الحرب الأخيرة على القطاع، وتشمل صفقة «طوفان الأحرار» فى مرحلتها الأولى الإفراج عن 1737 أسيراً فلسطينياً على مدار ستة أسابيع، بواقع دفعات أسبوعية.
وانطلقت حافلة تقل الأسرى المحررين يرافقها موظفو الصليب الأحمر الدولى باتجاه مدينة رام الله، حيث احتشدت جموع الفلسطينيين، بينهم عائلات الأسرى، أمام متحف محمود درويش لاستقبال أبنائهم المحررين، وأفاد الهلال الأحمر الفلسطينى بنقل 4 أسرى محررين إلى المستشفى لصعوبة حالتهم الصحية.
وأفاد أسرى محررون لوسائل إعلام عربية بأن الاحتلال الإسرائيلى نفذ فيهم خلال الحرب أبشع أشكال التعذيب والتنكيل والتجويع. وقبل عملية الإفراج، حولت قوات الاحتلال المنطقة القريبة من سجن عوفر إلى منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت تجمع ذوى المعتقلين وأطلقت باتجاههم الأعيرة النارية وقنابل الغاز السام.
وقال عضو المكتب السياسى لحركة حماس، باسم نعيم، إن البروتوكول الإنسانى لاتفاق وقف إطلاق النار يتضمن خطة لإعادة إعمار غزة بتكلفة تتراوح بين 50 و70 مليار دولار، دون الحاجة إلى التهجير كما روج الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.
وأكد نعيم، فى تصريحات صحفية، أن المقاومة الفلسطينية حريصة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلى لم ينخرط حتى الآن فى مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، عبد اللطيف القانوع، إن استئناف عملية تبادل الأسرى اليوم السبت جاء نتيجة التزام الحركة مع الوسطاء وحصولها على ضمانات من الاحتلال الإسرائيلى بالالتزام بالاتفاق، موضحا أن الحركة تنتظر بدء تنفيذ الاحتلال للبروتوكول الإنسانى بناءً على وعود وضمانات الوسطاء.